الإرشاد للشاب في خطبة فتاة من أسرة تمارس الاختلاط في اجتماعاتها

0 428

السؤال

تعرفت على فتاة منذ فترة طويلة، وأود الزواج بها، ولكن تواجهني مشكلة الاختلاط العائلي، ففي جماعتهم يختلط الرجال والنساء في مجالسهم مع تغطية الشعر ولبس الطويل، ولكني لا أستطيع أن أرى زوجتي في مجلس مع غير محارمها، وفي نفس الوقت أحببتها وهي أحببتني، وقد ننفصل عن بعضنا إذا لم أوافق على هذا الوضع.

علما بأني لا أستطيع ذلك، ولدي غيرة شديدة على عرضي وشرفي، وهي ذات خلق وشرف، ولكن بيئتهم وطريقة عيشهم تقتضي ذلك، فهل أجيب بالرفض مع أني أريدها، أم أجيب بالموافقة مع أني في داخل نفسي لا أستطيع الموافقة على هذا الوضع؟

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ياسر العماري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الحياة الزوجية تقوم على الوضوح ولا تنفع فيها المجاملات، والإسلام لا يرضى بقطيعة الرحم، لكنه دين يجعل لها الضوابط، والصورة المذكورة لا تقبل شرعا، وقد يحتاج التصحيح إلى بعض الوقت، ولكن الأساس هو قناعة واقتناع زوجتك بحرمة ما يحصل، وهي صاحبة الكلمة في ذلك؛ لأن الحرج سوف ينصب عليها.

وعليها أن تعلم أن طاعة الله أعلى وأغلى، مع ضرورة استخدام الحكمة في ذلك والتعامل مع الأهل بلطف وحرص على البيان والتوضيح.

ولا شك أن لتلك الجلسات آثارها وأضرارها، ولأنك غيور فنحن لا نؤيد التسرع في هذا الأمر، وننصحك بإيقاف العلاقة حتى يحصل التصحيح للأوضاع أو التفاهم على الحلول المناسبة، والمسلم إذا لم يتضح له جانب المصلحة فإنه يسارع إلى صلاة الاستخارة، وهي طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وعليك بعد ذلك أن تشاور العقلاء من العلماء والفضلاء.

والمرأة العاقلة تراعي مشاعر زوجها الغيور، كما فعلت أسماء رضي الله عنها عندما طلب منها النبي صلى الله عليه وسلم أن تركب خلفه، قالت: فتذكرت الزبير وغيرته، وعرف لها الزبير ذلك الموقف فقال لها: (لحملك النوى أشد على من ركوبك معه)، وشدة الغيرة دليل على كمال الرجولة، ودليل على شدة المحبة، وهذا ما ينبغي أن يفهم حتى توضع الأمور في إطارها الصحيح.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات