السؤال
أشعر بدوار ودوخة أثناء النوم وارتعاش في الأطراف مع تسارع في دقات القلب، علما بأنه تأتيني حالات من التوتر العصبي، وأخذت سيبرالكس لمدة 8 أشهر وتركته قبل 10 أشهر عندما حملت وبدأت الحالة في الرجوع كالسابق.
فهل له علاقة بالدوار في النوم؟ وهل أعود لاستخدام سيبرالكس وإلى متى أستخدمه؟ وهل سأشفى من هذا المرض؟ وهل هذه الحالة قد تتطور في حال لم أستخدم العلاج لأني أرضع طفلتي؟ وقالت لي الطبيبة: هناك تأثير على الطفل بشكل طفيف.
أرجو إفادتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فأعتقد أنك تقصدين بدوار ودوخة ليس أثناء النوم، ولكن لابد أن تكون قبل بداية النوم أو حين الاستيقاظ من النوم؛ لأن الإنسان قطعا في أثناء النوم لا يحس بالدوار ولا يحس بالدوخة أو الارتعاش.
هنالك حالات قد تأتي للإنسان ارتعاش وتشنجات في أثناء النوم ولكن لا يحسها الإنسان ولا يستشعرها، إنما ربما تلاحظ عن طريق الآخرين.
هذا النوع من التشنجات غالبا هو يكون نوبات صرعية ناتجة من وجود بؤرة صرعية في المخ ناتجة من اضطراب في كهرباء المخ.
هذه الحالة لا تنطبق عليك، ولكن الذي قصدته هو أن أوضح لك الفرق ما بين الحالات التي تحدث في أثناء النوم والحالات التي تحدث قبل النوم أو بعده أو حين يستيقظ الإنسان في منتصف نومه.
عموما التسارع في ضربات القلب والخوف والقلق والارتعاش والتوتر في حالات اليقظة هو دليل على وجود القلق النفسي، وأكثر أنواع القلق النفسي الذي يؤدي إلى تسارع ضربات القلب هو ما نسميه بنوبات الهرع، أو نوبات الهلع، وهي مخيفة بعض الشيء ومزعجة ولكنها ليست خطيرة.
الحالة - كما ذكرت لك – يظهر أنها حالة هلع أو هرع قائمة في الأصل على وجود قلق نفسي عام، سيكون من الأفضل أن تقومي بإجراء فحص للغدة الدرقية لأن زيادة إفراز الغدة الدرقية ربما تؤدي إلى أعراض مشابهة لمثل هذه الأعراض التي تعانين منها.
القلق النفسي ومنه نوبات الهلع يعالج عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة ومفيدة جدا، هنالك عدة كتيبات وأشرطة توضح كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو الحصول على أحد هذه الأشرطة أو الكتيبات وتطبيق هذه التمارين بكل دقة والتزام.
وإذا تيسر لك وذهبت إلى أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على هذه التمارين بصورة صحيحة فهذا سوف يكون أكثر جدوى ونفعا.
هنالك أيضا نوع من العلاج المعرفي السلوكي وهو أن تتأملي وتفكري بعمق وجدية في أن القلق هو حالة نفسية بسيطة، فلماذا أقلق؟ قولي لنفسك ذلك، (لماذا أقلق؟ لماذا لا أحول هذه الطاقات النفسية السلبية إلى طاقات إيجابية، وذلك بالتصميم وبالعزيمة وبأن أتجاهل هذه الأعراض).
إذن تجاهل الأعراض هو علاج نفسي أساسي ولكنه يتطلب التركيز والتأمل وما يسمى بالإيحاء الذاتي.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالسبرالكس في نظري لا زال هو الدواء الأفضل ولذا يستحسن أن تعودي إليه مرة أخرى، وفي هذه المرة يستحسن أن تكون مدة العلاج أطول، فعليه ابدئي بتناول الدواء بجرعة عشرة مليجرامات ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، وجرعة العشرين مليجراما هي الجرعة التي أتفق الآن الباحثون والعلماء على أنها الأفضل والأجدى.
بعد انقضاء فترة الستة أشهر أرجو أن تخفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك خفضيها إلى خمسة مليجرامات يوميا لمدة شهر.
بالنسبة لتأثير السبرالكس على الرضاعة فهذا التأثير طفيف جدا ولن يضر بالطفل إن شاء الله، ولكن إذا كان عمر الطفل أقل من ثلاثة أشهر فيجب أن تنتظري حتى يبلغ عمره الثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك ابدئي في تناول الدواء.
وفترة الثلاثة أشهر بالنسبة للطفل هي فترة ضرورية لأن في هذه الفترة يكتمل البناء الداخلي للكبد عند الطفل، ويكون الكبد في وضع سليم لتمثيل وإفراز الدواء.
جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.