أعراض الاكتئاب الموسمي وعلاجه

0 405

السؤال

أعاني من اكتئاب موسمي وميل للبكاء مع زيادة في الأكل، خاصة النشويات والحلويات، علما بأني متزوجة وأكره الاعتماد على الأدوية المضادة للاكتئاب، لأنها تخمد المشاعر، وقد زاد وزني عشرة كيلو جرام في أقل من شهرين، فماذا أفعل؟!

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاكتئاب الموسمي هو نوع معين من الاكتئاب يشخص تحت ضوابط إكلينيكية معينة، حيث يظهر هذا النوع من الاكتئاب في شهور الشتاء ويختفي في وقت الربيع، وهذا الاكتئاب يتميز بأنه لا يحمل نفس سمات الاكتئاب المعهود إلا في بعض السمات القليلة؛ فالاكتئاب الموسمي يتميز بزيادة الشهية للأكل، خاصة النشويات والحلويات، كما أن عدد ساعات النوم تزيد وإن لم يكن نوما مريحا، ويكون المزاج فيه عسر وشيء من الكدر، ولكنه لا يصل إلى مرحلة الكآبة والسوداوية الشديدة، وهناك افتقاد عام للطاقات النفسية والطاقات الجسدية، ويكثر هذا النوم الاكتئاب في الدول الاسكندنافية، ولكننا أيضا نشاهده في بلادنا ومنطقتنا خاصة وسط النساء.

والعلاج الأساسي لهذا النوع من الاكتئاب الموسمي هو عن طريق التعرض للضوء، ويسمى العلاج بالضوء، وهناك أجهزة خاصة لهذا العلاج، ويجب أن يتعرض المريض لضوء قوي وساطع ومركز لمدة لا تقل عن ساعتين كل صباح في زمن الشتاء خاصة، والوحدات التي يقاس بها الضوء الصادر من هذا الجهاز هي (Lux) ويجب أن تكون الجرعة التي يتلقاها المريض يوميا لا تقل عن ألفين وخمسائة لوكس (Lux) لمدة لا تقل عن ساعتين.

هذا هو العلاج الفعال والذي وجد أنه مفيد، وفي ذات الوقت تشير الدراسات أيضا أن العلاج عن طريق الأدوية المضادة للاكتئاب هو أيضا مفيد، لكني أتلمس في رسالتك أنه لديك تحفظات حول استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب، لكني أود أن أطمئنك أن هذه الأدوية سليمة وممتازة، وما أشيع حولها فيما يخص المعاشرة الزوجية ليس كله صحيح، فهناك الكثير من المبالغات، وهناك الكثير من العوامل النفسية التي اعتقد البعض أنها عوامل عضوية هي التي تؤدي إلى صعوبات في المعاشرة الزوجية.

وأود أن أنصحك بتناول عقار يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، فهو عقار فعال وعقار ممتاز ويعرف عنه أنه سليم لدرجة كبيرة من الآثار الجانبية الضارة، خاصة إذا كانت الجرعة صغيرة وليست جرعة كبيرة.

إذن ابتدئي في تناول بروزاك بمعدل كبسولة واحدة يوميا لمدة شهرين، ثم ارفعي الجرعة بعد ذلك إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء. الفترة التي تتناولين فيها كبسولتين في اليوم تفضل أن تكون هي فترة أشهر الشتاء.

إذن: أمامك خيار العلاج بالضوء ولا أعتقد أن الأجهزة التي تستعمل في هذا العلاج متوفرة في منطقتنا، والبعض ينصح بأن يعرض الإنسان نفسه لضوء الشمس وأشعة الشمس الصباحية لمدة ثلاثة إلى أربع ساعات يوميا، والبعض يرى أن هذا علاجا فاعلا ولكن بعض الباحثين شككوا في فعالية هذا العلاج.

وبصفة عامة لا بأس أبدا من التعرض لأشعة الشمس وتناول الدواء في نفس الوقت، وأود أن أطمئنك تماما عن فائدة وسلامة هذا الدواء، وينصح أيضا بممارسة التمارين الرياضية - أيا كان نوع هذه التمارين الرياضية - التي تناسب المرأة المسلمة، فهي تجدد الطاقات وتبني طاقات إيجابية وتزيل الطاقات السلبية خاصة الطاقات النفسية السلبية الناتجة والمسببة للاكتئاب في نفس الوقت، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.

التفكير الإيجابي أيضا مطلوب كوسيلة علاجية، فأنت لديك أشياء جميلة كثيرة في حياتك، لديك الأسرة، لديك الزوج، فأرجو ألا تدعي التفكير الاكتئابي السلبي يسيطر عليك، وأرجو أن يتسع المجال دائما للتفاؤل وللتفكير الإيجابي، فهذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأرجو الأخذ بالأسباب من أجل العلاج، والأخذ بالأسباب في هذه الحالة هو تطبيق الإرشادات السابقة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات