قلق أو رهاب ما قبل الحيض وعلاجه

0 686

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنتابني حالة اكتئاب شديدة وضيق في الصدر غير محتمل، وذلك قبل أسبوع من الحيض، ويصل ذلك لحد ترك الصلاة والذكر مع حالة بكاء هستيرية دون سبب ظاهر، وكذلك نفور من زوجي وممن حولي، ورغبة في العزلة والنوم.

وفي كل مرة أحاول دفع نفسي للصلاة وقراءة القرآن، فأقوم متكاسلة ولا أجد راحة ولا خشوعا فيزيد إحساسي بالألم والإحباط، ويزداد ضيق صدري، حتى أصبحت أضرب رأسي على الحائط وأتنفس بصعوبة كأني في سباق، فما هي المشكلة؟

علما بأني منتقبة وقارة في بيتي، وفي غير هذه الفترة أحافظ على وردي اليومي من حفظ القرآن.

فأرشدوني وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Besma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحالة التي تعانين منها هي حالة معروفة في الطب النفسي وهي ما نسميها بقلق أو رهاب ما قبل الحيض، وحوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من النساء تحدث لهن أعراض متفاوتة من القلق ومن التوتر ومن الاكتئاب، وتكون هذه الظاهرة أكثر قبل الزواج.

وأرجو أن لا تنزعجي وأن تعتبري أن هذا نوعا من القلق النفسي، ربما يكون قلقا اكتئابيا، وهي حالة تزعج الإنسان ولكنها ليست خطيرة مطلقا، وقد اختلفت النظريات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الحالة، فهناك من تكلم عن التغيرات الهرمونية وهناك من تكلم عن عوامل نفسية تتعلق بشخصية المرأة، وأيا كانت الأسباب فالمهم أن تفهمي أنها حالة قلق وأنه يمكن علاجها.

هناك أدوية فعالة وممتازة، وهذه الأدوية في الأصل مضادات للاكتئاب، فأود أن أنصحك أن تتناولي هذه الأدوية لمدة أربعة أشهر متواصلة ثم بعد ذلك يكون تناولها عند اللزوم إذا كانت هناك حاجة، والدواء الذي أنصح به هو عقار يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلا، وعقار آخر يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويوجد نوع تجاري في مصر يسمى (فلوزاك)، وهو أيضا جيد وغير مكلف من الناحية المادية، فيمكنك الحصول عليه وتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تتوقفي عن تناوله، ويتم تناول عقار (الموتيفال) يوميا لمدة ثلاثة أشهر ونصف، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن تناوله.

وإذا انتابتك هذه الأعراض بعد ذلك فيمكنك أن تتناولي (الموتيفال) قبل عشرة أيام من بداية الدورة الشهرية، ثم التوقف عنه حين تظهر لديك الدورة، واستمري على هذا النمط شهريا لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن العلاج، ولا أتوقع أن تكون هناك انتكاسات بعد ذلك إن شاء الله.

وهناك من ينصح أيضا بتناول أدوية من مجموعة الأدوية التي تدر البول، وهناك عقار يعرف باسم (لازكس Lasix) بجرعة حبة واحدة (أربعين مليجراما) في اليوم، يبدأ تناوله قبل عشرة أيام من الدورة يوميا لمدة أسبوع، ثم يتم التوقف عنه، ولكني لا أنصح بتناول هذا الدواء ولا أرى أن هناك داعيا له، والذين يؤيدون تناوله يعتقدون أنه يحدث نوعا من استرجاع الماء في الجسم وتكون هذه المياه المتجمعة في الجسم بكثرة هي التي تؤدي إلى هذا التوتر بسبب اضطراب معدل الأملاح في الجسم، ولكن الفحوصات لم تشر لوجود أي اضطرابات في معدل الأملاح في الجسم.

وعموما فإن تناول الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب مع ممارسة الرياضة يعتبر هو العلاج الأساسي، وهناك أيضا من يعطي علاجات هرمونية، وهناك من ينصح بتناول الحبوب المضادة للحمل لمدة ثلاثة أشهر، وهناك عدة طرق لعلاج مثل هذه الحالة، ولكن الطريقة البسيطة التي ذكرناها نعتقد أنها سوف تساعدك كثيرا، وفوق ذلك عليك أن تعرفي أن الموضوع بسيط وأنه مجرد نوع من القلق ولابد أن تكون لك الدافعية حقيقة وأن تقاومي كل الأعراض السلبية.

وقد وجد أن ممارسة التمارين الرياضية مفيدة، فعليك بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة، وبالنسبة للصلاة فلابد أن تكوني حريصة عليها ولا تربطي في ذهنك بعد ذلك أن قلق اكتئاب ما قبل الحيض سوف يمنعك من الصلاة.

وأعتقد أيضا أنه يوجد نوع من الحاجز النفسي تعودت عليه، ورغم احترامي الكامل لمشاعرك واقتناعي تماما بالألم الذي توقعه هذه الأعراض عليك إلا أن الإنسان يجب أن لا يفتح أي نوع من الثغرات للشيطان حتى يدخل منها، خاصة حين يتعلق الأمر بالصلاة، ولا شك أنك تستشعرين وتدركين أهمية الصلاة، فلذا يجب أن تواظبي عليها مهما كانت الظروف، وتذكري أن الحيض سوف يمنعك من الصلاة، فأنت حين تتوقفي عن الصلاة في أيام الحيض وتكون هناك أيضا أيام قبل الحيض لم تصلي فيها فلا شك أن هذا أمر غير مقبول وهذا يشعرك بالذنب، فأرجو أن تخضعي هذا الابتعاد عن الصلاة للمنطق وتجاهدي نفسك، ولا شك أن العلاجات التي وصفناها لك سوف تساعدك كثيرا إن شاء الله.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات