نصائح لشاب في تفكيره بطلاق زوجته المريضة بالوساوس وآلام المعدة

0 431

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 26 عاما، أقيم مع أهلي في أوروبا منذ الصغر، وعندما نويت الزواج لم يكن في المدينة التي نسكن بها بنات مسلمات في سن الزواج، فأوصت والدتي خالي وزوجته أن يبحثا لي عن زوجة من بلادي الأصلية، شريطة أن تكون ذات دين.

وقد تزوجت منذ شهر ونصف عن طريق خالي، لكني بعد الدخلة اكتشفت أن زوجتي تعاني من بعض الأمراض، وخصوصا في المعدة، وكانت تتألم كثيرا ولا تأكل شيئا، ولاحظت أيضا أنها تبذر الماء كثيرا بغسلها يديها لمجرد لمسها أي شيء حتى الأطفال، وهذا مؤسف جدا، وقد تأسفت أكثر أن أهلها أرسلوها إلى بيت زوجها بملابسها فقط، رغم أن والدها أخذ صداقها، وأشعر أن هذا الزواج كان فيه غش، فكيف يجب علي أن أتصرف؟ وهل أطلقها لأني لا أطيق أن أراها؟!

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (إسلام ويب)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليا ونصيرا، وأن يصلح لك زوجتك، وأن يشفيها وأن يعافيها من هذه التصرفات، وأن يصرف عنها هذه الأمراض وتلك العلل، وأن يرزقك حبها وأن يعينك على إكرامها والإحسان إليها.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنني لا أعتبر ما حدث هذا غشا؛ لأن الغش هو إخبارك بخلاف واقعها الذي كانت عليه، وهم لم يخبروك بذلك إيجابا أو سلبا، خاصة أن هذه الأمور كلها من الممكن أن تعالج بإذن الله، فأتمنى أن تحسن إليها وأن تكرمها لأنها مسكينة ضحية، فأنت تعلم أن مرض المعدة لا دخل للإنسان فيه، وأما إذا كانت سيئة الخلق أو سفيهة أو سليطة اللسان فإنهم يكونون قد غشوك فعلا، وأما تلك الأشياء فقل أن يخلو منها أحد.

وأما أمر الوساوس فعلاجها سهل بإذن الله تعالى، فاكسب فيها الأجر واصبر عليها وابدأ في علاجها من مرض المعدة والوساوس؛ لأن الذي تنفقه على زوجتك أعظم أجرا من الذي تنفقه على الجهاد في سبيل الله، وعلاجها سيكون في ميزان حسناتك، وبذلك سوف تستقيم صحتها وسوف تأكل وتشرب بطريقة طبيعية، وسوف تبدو عليها النعمة والجمال بعد أن تتحسن حالتها الصحية.

وأما علاج تبذير الماء في غسل يديها -الوساوس القهرية- فاذهب بها إلى أي أخصائية نفسية وسوف تقوم بوضع علاج يسمى بالعلاج السلوكي والعلاج الدوائي، وسوف تعافى بإذن الله من ذلك أيضا.

ولا تقف طويلا أمام ما فعله أهلها من أخذ صداقها ونحو ذلك، وينبغي أن تعلم أن هذا الصداق ملك لها، ولا يلزمها شرعا أن تأتيك منه بشيء؛ لأن هذا مالها وقد تكون من أسرة ضعيفة مسكينة تركت هذا المال لهم ليعانوا به على الحياة، فأنصحك بعدم تطليقها واصبر عليها وعاملها بالمعروف، فهي ليس لها ذنب في هذه المسائل، فالمرض لا دخل للإنسان فيه، وهذه كلها أقدار الله تعالى.

وينبغي ألا تكسر خاطرها، ولا تحاول أن تشعرها بكراهيتك لها، لأنها لا حول لها ولا قوة، وقد جاءتك من بلاد بعيدة تطمع في أن تعيش حياة طيبة، وأنت قد من الله عليك بالصلاح والاستقامة، أحسبك كذلك والله حسيبك ولا أزكي على الله أحدا، فاصبر عليها وابدأ في مشوار علاجها في أقرب فرصة حتى تتحسن حالتها وبالتالي تتحسن نفسيتها وتصبح طبيعية بإذن الله، بل لعلها أن تكون أفضل من غيرها من الصحيحات اللواتي لم يعانين من أي مرض أو علة.

وثق وتأكد بأن ما تنفقه عليها لك أجر عظيم فيه، وثق وتأكد بأن صبرك عليها جزاؤه الجنة، فأعنها على طاعة الله، وأعنها على الاستقامة على منهج الله، وخذ بيدها إلى رضوان الله والجنة، وابدأ معها مشروع حفظ القرآن الكريم ولو بمعدل آية يوميا، واشغلها بالله تعالى وبرسوله وبدينه، لعلها تكون من الداعيات المتميزات، فإذا لم تنفع غيرها من الجيران والمسلمات فلعلها أن تعان على تربية أولادك تربية صالحة فاضلة لأنك قد أعنتها سابقا على أن تكون صالحة، نسأل الله تعالى أن يصرف عنها كل سوء، وأن يشفيها بفضله ورحمته، وأن يجمع بينكما دائما أبدا على خير، وأن يرزقكما ذرية صالحة، وأن يرزقك حبها، وأن يجعلك معينا لها على طاعة الله وسترا لها وعونا لها على نوائب الدهر.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات