حالة اليأس والظلم بسبب عدم الحصول على وظيفة

0 662

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.

أخوكم في الله يسأل: أعيش وضعا صعبا جدا! حيث أنني أكملت تعليمي، وتحصلت على شهادة في ميكانيك الطيران، لكنني منذ سنتين لم أحصل على أي وظيفة! حيث أصبحت أعيش حالة من اليأس والظلم!

وكنت دائما أتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل، وصليت صلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة في العديد من المرات، لكن دون جدوى! مع العلم أنني أقوم يوميا بأورادي.

أطلب منكم إعانتي بالنصح!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نسأل الله أن ييسر أمورك، ويغفر لك ذنوبك، وأن يلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن المؤمن يدعو الله ويوقن بالإجابة، ويرضى بكل ما يأتيه، وما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث، إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر مثلها، وإما أن يدفع عنه من البلاء مثلها، ورحم الله رجالا من سلفنا كانوا يسألون الله تعالى فإن أعطاهم شكروه، وإن منعوا كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه، ويقول: مثلك لا يجاب، أو لعل المصلحة في أن لا أجاب، ثم يراجع نفسه، ويستغفر من ذنوبه وخطاياه، فإن للمعاصي آثارها وشؤمها، قال تعالى: (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ))[الشورى:30].

وأرجو أن تطرد اليأس، وتواصل السعي، ولكل أجل كتاب، والإنسان ينبغي أن يرضى بأي عمل، ثم يبحث عن الأنسب والأفيد له، وعليك أن تتذكر أن بعض الناس قد لا يجد عمل، وهو مع ذلك مريض، ولذلك وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في أمر الدنيا أن ننظر إلى من هم أسفل منا؛ حتى لا نحتقر نعمة الله علينا، أما في أمر الدين فالمسلم ينظر إلى من هو أعلى وأطوع لله فيتأسى به.

ونصحي لك بتقوى الله، ومواصلة الدعاء، وترك الاستعجال، وفي الحديث (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء) وتذكر أن الدعاء عبادة، بل الدعاء هو العبادة، والمؤمن يدعو ويدعو ويلح في المسألة، ويعزم، فإن الله لا مستكره له، وعليك أن تختار الأوقات الفاضلة، مثل ساعة الجمعة، وعند السجود، ودبر الصلوات، وعند السحر، وفي أيام الصيام وخاصة عند الإفطار، واحرص على بر والديك، واطلب منهما الدعاء لك.

والمسلم عبد لله يرضى بقضائه، ولا يقول لماذا كذا، ولا فائدة في الدعاء، ومثل هذه العبارات التي يخشى على من يرددها.

والله تبارك وتعالى قسم الأرزاق والآجال، ومنح هذا عافية، وذاك علما، وهذه أعطاها أولادا، وتلك وهبها أموالا وحرمها من الأولاد، وهكذا، فنعم الله مقسمة، وأسعد الناس من عرف نعمة الله عليه وشكرها، ورضي بقسمته وقضائه بين عباده.

نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

والله الموفق.



مواد ذات صلة

الاستشارات