السؤال
السلام عليكم.
عندي 37 سنة وأنا نحيف، أصبت منذ عام بسكتة دماغية وشلل نصفي بالجانب الأيسر من الجسم نتيجة انفعال شديد، لكن -الحمد لله- تحسنت وأزاول عملي الآن.
سمعت أنه يمكن التوقف عن تناول الأسبرين بسبب مضاعفاته على المدى البعيد وذلك بممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا، فهل هذا صحيح؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maglash حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، ونحمد الله تعالى على شفائك من هذه الحالة التي أصبت بها.
فإنه بالنسبة للسكتات الدماغية أسبابها معروفة وكثيرة ومن أهمها: تصلب الشرايين، والتدخين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، وقلة ممارسة الرياضة، وارتفاع الدهنيات مثل الكلسترول في الدم .. هذه الأسباب العامة المعروفة، وفي بعض الناس قد لا توجد أي أسباب واضحة.
أطباء أمراض الأعصاب وأطباء القلب وأطباء الأمراض الباطنية دائما ينصحون في مثل هذه الحالات أن يسعى الإنسان للتخفيف مما نسميه بعوامل المخاطرة، وعوامل المخاطرة كما ذكرت لك هي: السمنة، ارتفاع الضغط، السكر، التدخين، وجود ارتفاع في الدهنيات.. ويخفف من عوامل المخاطرة بأن يكون التحكم في الضغط أو السكر بصورة أفضل، أن يخفف الإنسان من وزنه، أن يتوقف عن التدخين.
أما بالنسبة للمضاعفات النفسية – القلق والتوتر – هذا الأمر حقيقة فيه الكثير من الخلاف، فأنا في كل اطلاعي – دون أن أزكي نفسي قطعا – لا أرى أن القلق والتوتر هو سبب في هذه الجلطات أو السكتات الدماغية، بالرغم مما ذكر حول هذا الموضوع، ولكن نقول بصفة عامة: الاسترخاء، عدم الانفعال، تجنب الغضب بقدر المستطاع، لا شك أنه أمر جيد وأمر مفيد ويضيف كثيرا إلى الصحة النفسية والجسدية للإنسان.
هنالك من يعتقد أن ضغط الدم يرتفع بشدة في حالات الانفعال الشديد أو ما يسميه البعض بضغط الدم العصبي، وهذا ربما يؤدي إلى حدوث نزيف أو جلطة صغيرة تؤدي إلى مثل هذه المضاعفات.. هذا أيضا مذكور كثيرا في الكتب الطبية ومتداول بين الأطباء، ولكن لا نعتقد أنه سبب رئيسي لمثل الحالة التي أصابتك.
فيما أعرف من زملائي الذين أهم أكثر اختصاصا في هذا المجال أن تناول الأسبرين Aspirin يعتبر من العلاجات الضرورية جدا للأشخاص الذين حدثت لهم جلطات دماغية، خاصة إذا كانت هذه الجلطات ليست ناتجة من نزيف في المخ؛ لأن الأسبرين يساعد على سيولة الدم، وسيولة الدم لاشك أنها إذا كانت في معدل خاص تساعد في منع هذه الجلطات، والأسبرين هو في منتهى السلامة، خاصة الأسبرين المغطى بطبقة واقية لا تؤدي إلى حدوث تجمع في الأحماض أو تقرحات في المعدة، وتعتبر جرعة مائة مليجرام كافية في اليوم.
لا أذيع لك سرا: أنا أتناول الأسبرين منذ عشر سنوات ولم أر أي ضرر منه - بفضل الله تعالى – وقد نصحني زملائي بالاستمرار عليه؛ لأن لدي بعض الارتفاع في الدهنيات في الدم، فأؤكد لك أن الأسبرين سليم ولا يؤدي إلى أي مضاعفات، فقط تأكد أنه من نوع الأسبرين المحمي، أي الذي لا يؤدي إلى حدوث تقرحات في المعدة، ولا شك أن ممارسة أي نوع من الرياضة التي تتمكن من ممارستها لا شك أنها مفيدة جدا، ورياضة المشي لا شك أنها هي الأفضل، ويقال أن مدة المشي يجب أن تكون لمدة أربعين دقيقة على الأقل بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ونصيحتي الأخرى هو أن تراجع طبيبك من وقت لآخر لإجراء الفحوصات العامة خاصة التأكد من نسبة الكلسترول والدهون الثلاثية والتأكد من ضغط الدم، فهذه من الطرق الضرورية في المتابعة من أجل الوقاية.
نسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك وأن يحفظك، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.