السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة أبلغ من العمر (47 عاما)، لدي سبعة أطفال ولله الحمد، أعاني منذ خمس سنوات من نزيف حاد في الدورة الشهرية، حتى أصبح لدي فقر دم شديد وإرهاق ودوار، وقد أجريت عملية تنظيف وإزالة بطانة الرحم، وكانت جميع التحاليل سليمة ولله الحمد، ولكن النزيف استمر، فاستخدمت علاج دافلون وفيتامين (ك) لمدة ستة أشهر فلم يتوقف النزيف، وتكرر النزيف في هذا الشهر مرتين، وقد نصحني أحد الأطباء الذين ذهبت إليهم بإزالة الرحم، ولكني مترددة وأتمنى وجود علاج بديل، فبم تنصحوني؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الدافلون وفيتامين (ك) قد يساعدان على تخفيف كمية الدم، لكن ذلك لم يثبت تماما في الدراسات حتى الآن، وهناك عدة علاجات تستخدم للتقليل أو إيقاف النزيف، ويعتمد استخدامها على عوامل عديدة، ومن هذه العلاجات:
1. العلاج الطبي بالأدوية: حيث تستخدم حبوب البروجيستون لفترات محدودة، لكن هذا العلاج ليس فعالا في جميع الحالات، وأيضا استخدام اللولب الهرموني مثل: مارينا (Merina loop)، وهذا من العلاجات الجيدة، حيث وجد أن النزيف يقل بحوالي (80%) بعد (3-6) أشهر، و(90%) بعد سنة من استخدامه، والنتائج تقريبا متشابهة مع نتائج استئصال الرحم.
2. العلاج الجراحي: وهو الخط الثاني من العلاج إذا فشلت الأدوية، ويكون بكي الرحم، وهي طريقة تعتمد على حرق وكي بطانة الرحم كاملة، وبالتالي تسبب في معظم الحالات انقطاع الدورة تماما، وهناك طرق متعددة للكي منها: (الكي بالليزر، الكي الكهربائي، الكي بالمايكرويف، والكي الحراري، وهذا من الطرق الجديدة)، وهذه الطرق غير متوفرة في كل المستشفيات أو المراكز الطبية، ونتائجها طيبة.
والعلاج والحل الأخير هو استئصال الرحم، ولا يلجأ لها إلا إذا فشلت جميع الوسائل السابقة أو عند وجود تغير في خلايا بطانة الرحم، وبما أن عينة بطانة الرحم كانت طبيعية فأفضل اللجوء إلى استخدام اللولب الهرموني، وهذا له ميزة إضافية، وذلك أنه إذا لم تثبت فعاليته فمن السهل إخراجه، ومن ثم نلجأ إلى العلاج بالكي، وفي الأخير استئصال الرحم لو لم تنجح كل الطرق السابقة، وأنصحك بالاستمرار على حبوب الحديد لعلاج فقر الدم وحمايتك من مشاكله، وعليك بزيارة مراكز طبية متخصصة في أمراض النساء، أو المستشفيات الحكومية الكبيرة.
وعليك بالرقية الشرعية مع العلاج الطبي، ففي حديث حمنة رضي الله عنها أنها قالت: كنت أستحاض حيضة شديدة وأثج ثجا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستفتيه فقال: (إنما هي ركضة من ركضات الشيطان..) الحديث، نسأل الله أن يشفيك ويعافيك.
والله الموفق.