السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طبيبة عمري (27) عاما، تقدم لخطبتي العديد من الشباب، وكنت أرفض في كل مرة، وقد ندمت على ما فعلت، وندمت أكثر على رفضي لشاب شهد له الجميع بصلاحه، ونصحني أخي بقبوله، وكنت قد صليت الاستخارة إلا أنني رفضته لأنه يعمل في إحدى الدول الأوربية ولا أحب المهجر.
ومشكلتي أنني أصبحت أفكر في العنوسة فقط، وكرهت وظيفتي لأنها تجبرني على التفكير في التكافؤ في بلدي، بل أصبحت أتمنى المهجر بعدما كنت أرفضه، فهل أخطأت بقيامي بالاستخارة دون الاستشارة؟ وهل أخطأت برفضي لمن رضيت دينه وخلقه؟
علما بأني قرأت في أحد المواقع أن الزواج رزق، وبالتالي يحتاج إلى سعي، فكيف السعي لرزق الزواج؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Raja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أبواب الخير لا تزال مفتوحة ورحمة الله واسعة، فارفعي أكف الضراعة إلى الله، واعلمي أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن الكون ملك لله ولن يحدث فيه إلا ما أراده، فاتقى الله واجعلي الدين هو المقدم، واعلمي أن الكفاءة الحقة إنما هي في الدين، وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران
وسوف يأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي قدره سبحانه، وأرجو أن لا يحمنلك تأخر الخطاب على الخروج عن الحق والصواب، واعلمي أن ما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، وأرجو أن تنظري للمستقبل ولا تقولي لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن رددي بلسان أهل الإيمان: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان، فلا تأسي على ما فات، والخير فيما هو آت.
وأما سعي الفتاة للزواج فيكون بحرصها على حجابها، وحيائها بعد عفتها وسمعتها، وقبل ذلك إيمانها، مع ضرورة أن تظهري ما وهبك الله لأخواتك وزميلاتك، واحرصي على البساطة، ولا تكثري من التعليقات على الشباب، ولكل من حولك من النساء أخ أو ابن يبحث عن الفاضلات أمثالك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرصي على بر والديك، وكوني في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.