السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 24 عاما، تقدمت لخطبة فتاة، وقد ذهب أهلي معي إلى أهلها لخطبتها واتفقوا على كل شيء، وبعد عدة أشهر بدأ أحد أقاربي يتراجع بحجة أنني ما زلت صغيرا على الزواج، وأنهم أناس فقراء، وأشعر بالحيرة في أمري، علما بأني أحب تلك الفتاة، فماذا أفعل؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لافيدا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح حالك، وأن ييسر أمرك، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يقدر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن سن أربعة وعشرين عاما ليس سنا صغيرا، فإن بعض الصحابة كان عمره ثمانية عشر عاما وقاد غزوات كبرى وحقق انتصارات رائعة، وأنت رجل بمجرد بلوغك خمسة عشر عاما، وقد تبلغ قبل ذلك، وهناك من يتزوج وعمره ستة عشر عاما أو سبعة عشر عاما، وفكرة أنك ما زلت صغيرا فكرة خاطئة، ولابد أن هناك أسبابا أخرى لم يخبروك بها ولم يطلعوك عليها، وينبغي أن تتعرف عليها وأن تعرفها، حتى تحدد موقفك.
وقد ذكرت أن أهلك ذهبوا معك واتفقوا على كل شيء، ومعنى ذلك أن هناك قبولا من الطرفين، فهل هذا التراجع من جهة أهل الفتاة أم من جهة أهلك؟ وأما إذا كان من أقربائك فلا تلتفت له؛ لأن الزواج يخص الأسرة وحدها ولا يخص غيرها، وأما إذا كان هو أحد أقارب الزوجة فإذا كان ولي أمرها فمن حقك أن تسأله عن سبب التراجع، لعله وجد أنك غير مناسب مثلا لابنته، ولذلك يطلب ذلك.
وأيضا هناك فرق إذا كنت قد عقدت عليها وأصبحت زوجة لك معقودا عليها بعقد شرعي على يد قاض أو في المحاكم فلا يستطيع أحد أبدا أن يحرمك منها أبدا كائنا من كان، وأما إذا كان مجرد اتفاق فهذا الاتفاق ملزم وليس من السهل أن يتراجع عنه الإنسان، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ولا يبع على بيع أخيه) فإذا خطبت امرأة، فلا يجوز لأحد أن يخطبها غيري، وإذا أراد أبوها أن يزوجها لغيري فلابد أن يرجع إلي وأن يقنعني؛ لأن هذا حقي.
نسأل الله أن ييسر أمرك وأن يجمعك بها على خير، وأن لا يحرمك منها ما دامت أختا صالحة وما دامت مناسبة لك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.