كيفية التخلص من التبول الليلي اللاإرادي

1 919

السؤال

أعاني من مشكلة منذ الصغر وكبرت معي دون اهتمام من أهلي، وها أنا الآن عمري 28 سنة ومقبلة على الزواج ولا أجد حلا لمشكلة عدم شعوري بخروج البول أثناء النوم، حيث أنني لا أشعر بنفسي وأنا نائمة، فيخرج مني لاإراديا، فهل من حل؟ حيث إنني أعاني منها نفسيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيرا وبارك الله فيك، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يتم زواجك على خير، وأن يكون مصدرا لسعادتك.

فإن التبول اللاإرادي وهو نزول البول في أثناء النوم يكثر في النوم الليلي، وقليلا ما نشاهد ذلك لدى الأشخاص الذين ينامون في وقت النهار، في مثل عمرك نادرا ما يحدث هذا التبول اللاإرادي، والأسباب ربما تكون أسبابا عضوية متعلقة بالجهاز البولي، أو ربما يكون السبب نفسيا، والأسباب العضوية من أهمها وجود التهابات في المثانة أو في مجرى البول، ويعرف أن السبيل قصير جدا لدى المرأة، فهو حوالي أربعة سنتيمترات فقط، بينما طول السبيل لدى الرجل حوالي خمسة وعشرين سنتيمترا.

إذن ونسبة لقصر السبيل عند المرأة إذا وجدت أي نوع من الالتهابات هذا يساعد في نزول البول لاإراديا، وبعض الناس يعاني من ما يسمى بالمثانة العصبية، وهي المثانة التي تحدث فيها انقباضات عضلية متكررة تدفع بالبول للخروج وذلك بعد أن تفتح الصمامات التي تحرس بداية السبيل عند الإنسان.

وهذا النوع من التبول قد يكون أيضا ناتجا من قلق أو اضطراب نفسي أو ربما يكون ناتجا من تكاسل وليس أكثر من ذلك.

أيضا هنالك سبب عضوي نادر، وهو أنه يكون هنالك غياب أو عدم اكتمال في نمو أحد الأعصاب التي تتحكم في حركة المثانة، وتظهر هذه الحالة في وجود نمو للشعر في أسفل الظهر، وحين يتم تصوير الظهر يتضح أن إحدى الفقرات العظمية غير موجودة أو غير مكتملة النمو أو غير ملتئمة مع الفقرة الأخرى التي تليها.. هذا سبب نادر ولكننا دائما نتأكد من وجوده أو عدم وجوده وذلك بالقيام بتصوير الظهر صورة أشعة عادية وهي بسيطة جدا.

فإذا كان لديك أي شعر في أسفل الظهر في منطقة السلسلة الفقرية عليك بالذهاب إلى الطبيب وتنبيهه على ذلك.

في بعض الحالات النادرة جدا يوجد أيضا سبب عضوي آخر - وهذا لا أعتقد مطلقا أنه ينطبق عليك – تكون هنالك نشاطات زائدة في كهرباء الدماغ، وهذه تؤدي إلى تشنجات تحدث في أثناء الليل، وخلال نوبة التشنج قد ينزل البول.. هذه بالطبع يتم تشخيصها عن طريق مشاهدة الأهل، إذا كانت تحدث هذه التشنجات في أثناء النوم أم لا؟ وإذا اتضح أنها موجودة يقوم الطبيب بإجراء فحص بسيط يسمى بتخطيط الدماغ، ومن خلال هذا الفحص يتأكد الطبيب من وجود أو عدم وجود أي نوع من النشاط الكهربائي الزائد أو غير المنتظم في المخ، وهذا سهل العلاج جدا.

هذه هي الأسباب المعروفة، ونصيحتي لك هي القيام بفحص البول للتأكد من عدم وجود التهابات وإكمال الفحوصات الأخرى إذا كانت هنالك مؤشرات تدل على وجود أي من العلل الصحية التي ذكرتها.

أما بالنسبة للجانب النفسي فإذا كان لديك أي نوع من القلق أو التوتر الزائد فيجب أن تحاولي أن تكوني مسترخية دائما، ولا تشغلي نفسك بأي هموم.

العلاجات الأخرى تتمثل في:

أولا: حاولي ألا تتناولي أي سوائل مدرة للبول كالشاي أو القهوة أو الحليب بعد الساعة السادسة مساء.

ثانيا: لابد أن تذهبي إلى الحمام قبل النوم وتحاولي إفراغ المثانة بصورة كاملة، وهذا يتم الوصول إليه بأن تجلسي قليلا بعد انقطاع البول وتحاولي الدفع لإخراج أي كميات من البول قد تكون لازالت موجودة في المثانة.

ثالثا: أنصحك بأن تحاولي حبس أو حصر البول في أثناء النهار، بمعنى ألا تذهبي إلى الحمام مع الشعور الأول بالرغبة في التبول، إنما انتظري لأن هذا يساعد المثانة على التوسع ويساعد صمامات المثانة على أن تكون أكثر قوة ولا تفتح لإخراج البول إلا حين الذهاب إلى الحمام.

رابعا: ممارسة الرياضة خاصة الرياضة التي تقوي عضلات البطن.

هذه إجراءات علاجية جيدة جدا ومفيدة، فقط تتطلب الاستمرارية وتتطلب الصبر عليها.

يوجد علاج دوائي ممتاز جدا يساعد في علاج ظاهرة التبول اللاإرادي مهما كان السبب، وبما أنك مقدمة على الزواج أرى أن تبدئي فتتناولي هذا الدواء؛ لأنه قطعا سوف يوقف هذه الظاهرة - بإذن الله تعالى – وفي نفس الوقت استمري في تطبيق الإرشادات التي ذكرتها لك. الدواء يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine)؛ ابدئي في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، وهذه الجرعة قد تكون كافية لإيقاف هذا التبول اللاإرادي، وإذا لم يتوقف يمكن بعد أسبوع أن ترفعي الجرعة إلى حبتين (خمسين مليجراما)، ولا مانع أن تستمري عليها لفترة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم يمكن بعد ذلك التوقف من الدواء.

إذا كانت الجرعة خمسة وعشرين مليجراما فيمكن التوقف مباشرة، أما إذا كانت الجرعة قد بلغت خمسين مليجراما فهنا أنصحك بتخفيض الجرعة بعد مضي ثلاثة أشهر إلى حبة واحدة (خمسة وعشرين مليجراما) ليلا، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم توقفي عن الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأن يتم زواجك وأن يكون سببا لسعادتك وراحتك واستقرارك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات