امرأة تعاني من اكتئاب وحزن دائم وأرق.. التشخيص والعلاج

0 587

السؤال

سيدة عمرها 48 سنة تعاني الآن من اكتئاب وحزن دائم وأرق، وعدم الرغبة في عمل أي شيء، وبكاء، وفي بعض الأوقات تظل تنادي على أولادها مع أنهم يجلسون بجوارها، وتقول لهم: أنقذوني، وتنتابها إغماءات، وبعد إفاقتها تقول إنها كانت تسمع من حولها وتشعر بهم، وتشكو أيضا من فكر دائم، وهذه الحالة تتكرر عندها كل ثلاث سنوات، وغالبا في الشتاء، وهي الآن تتناول رستولام نيوروروبين والبراكس بعد وصف الطبيب، فهل ستستمر هذه الحالة وتأتي لها كل ثلاث سنوات؟ وكيف يتعامل معها أبناؤها، فهم يلاحظون أنهم لو تركوها في حالة الإغماء فإنها تفيق وحدها؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الضروري الحرص على الرقية الشرعية في مثل حالة هذه الأخت، ومن الواضح أنها تصاب بحالة اكتئابية حادة، وهذه الحالة الاكتئابية تأتي في شكل دوري، بمعنى أنه يتكرر معها مرة كل ثلاث سنوات، وفي أغلب الظن أن حالتها في الأصل هي ما نسميه بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع المتباعد، أي النوع الذي لا يحدث بصورة متكررة، لا تأتي النوبات في أوقات متقاربة، وهذا النوع دائما تكون نتائج العلاج فيه طيبة وجيدة، وهو لا يعتبر من الأنواع المزعجة.

وبما أن الحالة تحدث دائما في فصل الشتاء، هذا أيضا يجعلنا نثق أكثر في أن هذا التشخيص صحيح، أي أنه اكتئاب دوري من النوع الفصلي، أي الذي يحدث في فصل الشتاء، ويعرف عن هذا النوع من اضطرابات اكتئابية يكثر في الدول الإسكندنافية، حيث إن فترة الشتاء طويلة جدا.

ولا شك أنه من المفيد لها أن يتم مساندتها والعناية بها، ولكن دون أن نجعلها تستدر العطف بصورة مرضية، أنا لا أقول: إن هذه السيدة تتصنع، ولكن يعرف تماما وعلى مستوى العقل الباطني أن بعض الذين يعانون من اضطرابات وعلل نفسية - خاصة القلق والتوتر والاكتئاب - يجعل الإنسان ضعيفا نفسيا للدرجة التي يكون فيها لاهثا لاستدرار عطف الآخرين، وأن يجعل نفسه دائما محط انتباههم وأنظارهم.

إذن: الأمر يتطلب نوعا من المعادلة المتزنة، بمعنى أن توضع حقوقها كوالدة وأن تبر، وفي نفس الوقت لا نجعلها بصورة لاشعورية تستمرأ وتستفيد من حالتها المرضية في أن تستدر العطف أكثر وأكثر.. هذا هو المبدأ العلاجي الأساسي.

وأنصح أن تعرض هذه السيدة نفسها لأشعة الشمس في فصل الشتاء، هذا ضروري، وهناك علاج نسميه علاج التعرض للضوء، فكما ذكرت هذا النوع من الاكتئاب شائع جدا في الدول الإسكندنافية، وهناك أجهزة خاصة يسلط من خلالها الضوء على مريض الاكتئاب لمدة لا تقل عن أربع ساعات في اليوم، وقد وجد أن التعرض لأشعة الشمس سوف يكون كافيا، فأرجو ملاحظة هذه النقطة البسيطة ولكنها هامة.

وبالنسبة للأدوية التي تتناولها، وهذه الأدوية التي تتناولها ذكرت بأسمائها التجارية، وعقار (رستولام) من الأدوية التي تنتمي إلى مجموعة الـ (بنزودايزين Benzodiazepine)، وهي أدوية منومة ومهدئة وتساعد في الاسترخاء، ولكن يعاب عليها أن الإنسان قد يتعود عليها وقد يدمنها، وفي نفس الوقت هي لا تساعد في علاج الاكتئاب.

ولذا أنصح بأن يسحب منها هذا الدواء بالتدريج وذلك بعد استشارة الطبيب المعالج، والدواء البديل للرستولام هو عقار تجاريا باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علميا باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، وهو من الأدوية الجيدة والممتازة، ويمكن لهذه السيدة الفاضلة أن تتناوله بجرعة ثلاثين مليجرام (حبة واحدة) ليلا.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة والممتازة، يحسن النوم، يزيل الاكتئاب والقلق والتوتر، ويحسن إن شاء الله من دافعيتها، يعاب عليه أنه ربما يكون مكلف بعض الشيء فيما يخص سعره، وأنا لست متأكدا إذا كان يوجد منتج محلي في مصر؛ لأن مصر تنتج الأدوية بكثرة، وإذا كان هناك منتجا محليا قطعا سوف يكون سعره أقل، ولا بأس من تناوله.

وأما بالنسبة لعقار (نيوروروبين) فهو نوع من الفيتامين الثلاثي، ولا مانع في أن تتناوله، وعقار (البراكس) لا مانع أيضا من أن تتناوله بمعدل حبة واحدة ليلا.

ومن الجميل لهذه السيدة أن نشجعها على أن تقوم بواجباتها ونعطيها اعتبارها ونساندها، ونشعرها أنها هي الأم الرءوم والحنون، وأن الجميع ينتظر منها مساهمة، وأن دورها لم ينقض .. هذا ضروري، ونجعلها أيضا تتواصل اجتماعيا مع جيرانها وأرحامها وصديقاتها، وحبذا لو أتيحت لها الفرصة لأن تحضر بعض الدروس الدينية، وأن تذهب أيضا إلى مراكز تحفيظ القرآن، هذا كله إن شاء الله يزيل عنها الشعور بالكرب والشعور بالكدر، وينمي شخصيتها ويحسن من دافعيتها ويجعل وجدانها أكثر انشراحا وراحة وانبساطا بإذن الله، ويمكنكم الاستفادة من الاستشارات التالية حول كيفية الرقية الشرعية: (237993-236492-247326)، نسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات