السؤال
السلام عليكم..
مشكلتي تكمن في أن المرأة التي تعمل معي في نفس المكتب تخون زوجها مع الإنسان الذي كان سيخطبني، رغم أن لديها طفلين، وحينما عرفت أنها مع الإنسان الذي كان حلمي الوحيد جن جنوني، وأخبرت معظم زملائي في العمل بأنها تخون زوجها، رغم أنها عرفت بأنني معه، فأصبحت تغيظني وتتحدث معه بالهاتف، وأنا الآن في حيرة من أمري، فماذا أفعل؟ وهل أخطأت؟!
علما بأني أحتقرها يوما بعد يوم، رغم أنها لم تواجهني لعلمها بعلاقتي معه، وقد انسحبت وتركت لها المجال لأصارع وحدي هذه الأزمة.
ساعدوني من فضلكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليندة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاحمدي الله الذي كشف لك حقيقة ذلك الخائن، واعلمي أن الخبيثات للخبيثين، وأنت نحسبك من الطيبات، ونسأل الله أن يرزقك بزوج صالح وأن يرفعك عنده درجات، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق والخيرات.
ونحن في الحقيقة ندعوك إلى نصح تلك الأخت وتذكيرها بالله وتخويفها من عواقب الخيانة، والله سبحانه وتعالى يستر العاصي فإذا لبس الإنسان للمعصية لبوسها وبارز الله هتكه وفضحه وخذله، مع ضرورة أن يكون نصحك خالصا، وأن يكون غضبك لله لا لنفسك؛ لأن ذلك الفاسق لا يستحق أن تغضبي من أجله، ومن سهلت عليه الخطيئة والخيانة مرة يكررها مرارا.
كما أرجو أن تعاوني زميلتك على حسن التفاعل مع زوجها والانتباه لأبنائها الذين سوف يتدمر مستقبلهم إذا شاع وانتشر ما تفعله والدتهم.
ونحن نوصي كل امرأة بالابتعاد عن الذئاب الذين لا هم لهم إلا العبث بعواطف النساء والحرص على خديعتهن بالكلام المعسول، والأخطر من ذلك أنهم اعتادوا إسقاط الضحايا وتركهن بعد أخذ أعز ما يملكن بعد الإيمان بالله، والانتقال إلى مغفلة جديدة، والإنسان لا يجد السكن والراحة إلا في رحاب الحياة الزوجية الحلال، تصديقا لقول الله عز وجل: ((لتسكنوا إليها))[الروم:21].
وأما الزناة والزواني فإنهم في خوف قبل الخطيئة وفي خوف بعدها وفي خوف من عواقبها، وفي آلام ربما مدى الحياة، قال تعالى: ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة))[النور:19]، ومن العذاب الأليم في الدنيا الهموم التي تنغص وتكدر صفو الحياة فبئست الخيانة بضاعة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالثبات على الحق، ولا تتأثري بهلاك من يضر ويعاند، ونسأل الله لك السداد والثبات.
وبالله التوفيق.