السؤال
أنا متزوج وزوجتي حامل، وأمي دائما تلومني على سرعة الحمل، وقد ضاقت زوجتي من هذا الكلام، فأخبرت أخاها بما يحدث بينها وبين أمي، فقام أخوها بإخبار أختي -التي هي زوجته- بالموضوع، فقالت أختي لأمي، فأخبرتني أمي فذهبت إلى أختي ولمتها لأنها بهذه الطريقة قد تهدم حياتها وحياتي وتخلق مشاكل بيننا، فما الحل في نظركم؟!
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصامت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن كلام الوالدة في هذه الحالة ينبغي أن يسمع ويطوى، وأرجو أن لا تأخذ القضية أكبر من حجمها، والخطأ لا يعالج بمثله، ومن مصلحة كل زوجين أن يظل الكلام حبيس الجدران، ولا نستطيع أن نعفي أحدا من الخطأ ولكن حكمتك أساس في رحلة العلاج، وكلام الوالدة ما ينبغي أن ينظر إليه من الناحية السلبية، والمؤمنون دائما يقدمون الجانب الإيجابي، ويلتمسون الأعذار، فإذا لم يجدوا عذرا صبروا وقالوا لأنفسهم لعل هناك عذرا لا نعلم به.
وأرجو أن يعلم الجميع أن مثل هذه العلاقات المتشابكة تحتاج إلى حكمة وحنكة وصبر مع ضرورة فصل كل حالة والاحتفاظ بخصوصيتها.
وكم تمنينا أن يكون في الناس حكماء يعرفون جذور الكلام الذي يمكن أن ينتقل والكلام الذي لا يصلح نقله، والمؤمن إذا سمع كلاما طيبا نقله ونشره، وإذا سمع كلاما قبيحا دفنه وستره، وتوجه بالنصح لقائله أو نبه من يستطيع أن ينصح أو يوجه.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى تنبيه زوجتك باحتمال الوالدة، وبين لها أن مكانتها تزداد عندما تحتمل الوالدة الجميع، وذكرها بأن خروج مثل هذا الكلام يؤثر على الجميع، وهذا زمان قل أن يجد فيه الإنسان الناصحين العقلاء، كما أرجو أن تنصح شقيقتك بحسن التعامل مع مثل هذه الأمور، حيث كان من الممكن أن تتوقف دائرة النميمة عندها، بأن تكتم الأمر وتتوجه بالنصح لزوجتك ولزوجها، وفي ذلك حفظ لبيتك وأسرتها، وكان بإمكانها أن تفسر لهم كلام والدتك تفسيرا حسنا.
وأرجو أن يكون في الذي حصل درس للجميع، وأهل الإيمان والعقل يستفيدون من أخطائهم، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، وفي حسن الظن راحة للجميع، وإرضاء لربنا السميع.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه الله ويرضاه وأن يبعد عنكم نزغات الشيطان وأن يؤلف بين قلوبكم.
وبالله التوفيق والسداد.