السؤال
هل من الممكن معرفة ما إذا كان مرض القرحة في المعدة يؤثر على العلاقة الزوجية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس هناك ما تحتارين حياله، وهذه المشكلة التي طرحتها هي مشكلة بسيطة بإذن الله، ومرض القرحة في المعدة لا يؤثر بصفة مباشرة على العلاقة الزوجية، وهنا أريد أن أتوسع في مفهوم العلاقة الزوجية، وأعني بها المعاشرة الزوجية وكل ما تتطلبه الحياة الزوجية.
إذن مرض القرحة في حد ذاته لا يؤثر، ولكن هناك رابط ضروري مؤثر، وهو أن معظم الذين يعانون من مرض القرحة في المعدة أو الاثنى عشر يوجد لديهم درجة عالية من القلق والتوتر النفسي وربما بعض أعراض الاكتئاب النفسي أيضا، وهذه الأعراض النفسية كثيرا ما تكون مقنعة أو خفية أو أنها لا تظهر على السطح كأعراض، إنما تظهر في شكل صعوبات اجتماعية، أو في شكل أمراض عضوية نسميها بالأمراض النفسوجسدية ومنها قرحة المعدة والصداع العصبي والقولون العصبي وضيق الصدر، وبعض الحساسيات وحتى أنواع معينة من الربو وكذلك الآلام التي تصيب الكثير من الناس في أسفل الظهر.
إذن الرابط النفسي هو الذي يؤدي إلى ظهور القرحة وفي نفس الوقت ربما يؤثر على العلاقة الزوجية، وعلاج الحالات النفسية التي ذكرتها ليس بالصعب، تعالج عن طريق الصبر والتفهم وأن يفرغ الإنسان عن مشاعره، ولا يترك أفكارا سلبية أو غير مرضية تتراكم وتتضخم وتتجسم في عقله الباطني، إنما يعبر عن ذاته في حدود الأدب والذوق؛ لأن هذا التفريغ النفسي يمنع الاحتقانات النفسية، والاحتقانات النفسية حين تزول يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الطرف الآخر إن كان زوجا أو غير زوج.
وممارسة الرياضة أيضا وجد أنها من الفعاليات العلاجية الممتازة جدا، وهنالك أدوية أيضا مضادة للقلق وللتوتر تؤدي إلى الاسترخاء وتؤدي إلى حسن المزاج وتؤدي إلى الشعور بالطمأنينة وتقبل الحياة والإقدام عليها، وتحمل سلبيات الحوار الذي قد ينشأ بين الأزواج. من الأدوية الجيدة والفعالة جدا التي نصفها في مثل هذه الحالات، عقار يعرف باسم تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو موجود تحت أسماء تجارية أخرى في سوريا، ولكن يمكن السؤال عنه في الصيدليات تحت اسمه العلمي (سيرترالين)، يمكن تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراما) ليلا. ويتميز هذا الدواء بأنه ليس إدمانيا وليس تعوديا وليس له آثار سلبية مطلقا على الهرمونات النسوية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأرجو أن أكون قد أفدت فيما تودين الوصول إليه، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.