السؤال
أنا متزوجة من 22 عاما وعمري 42 سنة، وزوجي لا ينفق علي منذ أن توظفت، وصرت أستلم راتبا ما يقارب 20 عاما، وأغرقني معه بالديون، وكنت أساعده في كل شيء، وأتحمل معه أي ضائقة مادية، علما بأني طيلة فترة زواجي كنت نعم الزوجة وأعطيته جميع حقوقه الشرعية، وأكثر.
والآن أشعر بنفور منه لأني شعرت بالظلم طيلة حياتي معه؛ حيث لم أشعر بقيمتي كزوجة وأنثى، كنت رجلا وامرأة في نفس الوقت، أقدم كل شيء وأعطي بلا حدود، والآن أعاني من توتر وأعصاب بسبب الأزمات التي سببها لنا.
وطلبت منه الطلاق لأني لم أعد أتحمل سوء تصرفاته وطريقة تفكيره التي ساعدت على نفوري منه، علما بأني كنت كثيرا ما أختلف معه وأكون على حق ولكنه يصر على رأيه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صهيب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإننا لا نؤيد طلبك للطلاق وندعوك إلى الصبر والحكمة في معالجة الأمور، خاصة بعد هذه السنوات الطويلة التي كنت فيها صابرة ووفية، واعلمي أن الإنسان إذا فقد المال وربح السعادة والهدوء فإنه لا يعتبر خاسرا، والمادة ليست كل شيء، فتعوذي بالله من الشيطان ولا تندمي على الخير الذي فعلته مع زوجك، واحرصي على مصلحتك وأموالك حتى يعتاد القيام بدوره؛ فإن بعض الرجال إذا قامت الزوجة بالإنفاق نام ونسي دوره، ولكن أبشري فإن الله لن يضيع إحسانك له وسوف يعطيك الأجر على صبرك.
ونحن بالطبع نلوم الرجل ولكننا ندعوك إلى تذكر إيجابياته الأخرى وتضخيمها قبل النظر في السلبيات، كما أرجو الاحتكام إلى عقلك وليس لعاطفتك، وتعوذي بالله من الشيطان والذي همه أن يحزن الذين آمنوا وسعادته في خراب البيوت، ولا تحاولي العودة إلى الوراء والندم على ما حصل، ولا تقولي: لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قولي: قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، فلا تندمي على الإحسان لزوجك.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك وأن يلهمك السداد والرشاد.
وبالله التوفيق والسداد.