السؤال
السلام عليكم
أعرف أن التكافؤ الجسدي بين الزوجين أحد عناصر النجاح في الزواج، فما هو حظي في النجاح مع زوج طوله (180 سم)، وطولي (150 سم)؟
علما بأني لست نحيفة، وهو يحاول إقناعي أن لا مشكلة في ذلك، فمع مغريات الشارع اليوم أخاف أن يتغير بعد الزواج.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hass حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد يكون كلامك صحيحا من منظور اجتماعي، ولكن من المنظور العلمي والعملي فلا دور لحجم الزوجين في نشوء وتكوين زواج وأسرة ناجحة، ولا دور لطول الرجل أو طول المرأة أو وزنهما في العلاقة الزوجية.
ومن ناحية تشريحية طبية لا علاقة بين البنية الجسدية عند الرجل بحجم وطول العضو الذكري، كما لا علاقة بين البنية الجسدية للمرأة بطول المهبل أو الرحم، فهذه أجهزة وأعضاء كبقية أعضاء الجسم الأخرى، المهم فيها وظيفتها وليس شكلها.
والمهم في البداية وفي كل الأوقات هو التفاهم المشترك والمودة والرحمة، والمعاملة الحسنة بين الزوجين، فهذه هي مقاييس الزواج الناجح، وليس أي شيء آخر، فتوكلي على الله، فكم من زيجة ناجحة وأسرة سعيدة كان التكافؤ الجسدي فيها غير موجود، ولكن كان فيها التكافؤ العقلي والعاطفي، ومراعاة الله عز وجل في كل أركانها هو الأساس، وكم من زيجة فاشلة وأسرة تشردت وكان فيها الزوجان كاملي الأوصاف من ناحية الشكل والمظهر، ولكن افتقدا المودة والرحمة وتقوى الله -عز وجل- بينهما.
وأنت أفضل من يقيم هذا الرجل، فإن كنت تلاحظين بأنه لا يهتم بظواهر الأمور، بل ببواطنها، وأنه يراعي الله ويتقيه في كل أمور حياته، فتوكلي على الله، وإن كنت ترين عكس ذلك فالأمر عائد اليك.
وأنصحك أن تقومي بصلاة الأستخارة، مهما كانت رغبتك، وقبل اتخاذك أي قرار، فهي تريح القلب وتنور الطريق، وأتمنى لك من كل قلبي أن يكرمك الله، وأن يسدد خطاك لما فيه مرضاته.
والله الموفق.