أساليب علاجية للتخلص من انقباض عضلات المريء المصاحبة للقلق

0 470

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أفيدوني في شكوكي التي طالما عانيت منها، فأنا عندي قلق، -والحمد لله- على كل حال واللهم لا اعتراض، لكن جاءتني حالة أتعبتني، وهي أني أحس بكرة في صدري تطلع وتنزل، وكلما راودني هذا الإحساس أضع يدي على قلبي وأشعر بأن القلب توقف، ثم قام بضخة قوية، تعبت من هذا الشيء الذي يلازمني، مع العلم أن لدي حالة قلق وهو قلق مرضي أو عصابي على حسب خبرتي، أفيدوني أثابكم الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وإفادتك واضحة جدا، وهذا التعبير الذي ذكرت بأنك تحس كأن كرة في صدرك تطلع وتنزل، هو تعبير حقيقي عن وجود حالة معينة من القلق النفسي، وهذا الذي تحس به هو مجرد انقباض في عضلات المريء، وهذا الانقباض ناتج من القلق النفسي الذي تعاني منه، ويعرف أن القلق له مكونات نفسية وأخرى جسدية، ومنها هذا الشعور الغير مريح الذي تحس به في الصدر.

أما الشعور بأن القلب قد توقف فهو أيضا ناتج من القلق، وفي بعض الحالات قد يكون هنالك عدم انتظام بسيط في ضربات القلب، وعدم الانتظام هذا يعتبر بالحالات الحميدة جدا ,أو المرتبطة بالقلق أو بالإكثار من تناول الشاي أو القهوة.

أرجو ألا تنزعج أبدا لهذا الذي تعاني منه، وما وصفته أيضا بالقلق المرضي أو العصابي، أنا لا أريدك أن تنزعج لهذه المسميات، هي اصطلاحات تشخيصية يطلقها الأطباء في بعض الأحيان لمجرد تنظيم التشخيصات النفسية، وليس من الضروري أن تمثل علة نفسية حقيقية، فربما تكون مجرد ظاهرة.

أنت محتاج لأن تمارس بعض التمارين وتعرف بتمارين الاسترخاء، ومن خلال هذه التمارين سوف تحس بطمأنينة كبيرة، وتحس أن هذه الأعراض بدأت في التلاشي حتى تنتهي تماما.

لتطبيق تمارين الاسترخاء أرجو أن تجلس في مكان هادئ، ويفضل أن يكون الجلوس على كرسي مريح، أو أن تضطجع على السرير، أغمض عينيك ثم تأمل في حدث طيب وسعيد، وخذ نفسا عميقا وبطيئا بعد ذلك عن طريق الأنف، ويجب أن يكون نفسا قويا وببطء حتى يمتلأ صدرك بالهواء، وبعد ذلك أمسك الهواء في صدرك قليلا، ثم بعد ذلك يجب أن يكون الإخراج بالتدريج وبكل قوة وبكل بطء، كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك مارس التمارين يوميا ويفضل أن يكون لمدة ثلاثة أسابيع.

الأمر الآخر: أنصحك بأن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي أو رياضة الجري، كلها -إن شاء الله- رياضات مفيدة، ومن التوجيهات التي نحرص عليها دائما ألا يتردد الإنسان كثيرا على الأطباء، بل من الأفضل أن يكون لك طبيب واحد – طبيب الأسرة – تراجعه كل ستة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة التي يحتاجها الإنسان.

بقي بعد ذلك أن أصف لك بعض الأدوية التي نراها مفيدة جدا في مثل هذه الحالات، من أفضل الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرام مرتين في اليوم -مرة في الصباح ومرة في المساء- واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة في المساء لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السلبرايد هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، هو من الأدوية المفيدة جدا في مثل هذه الحالات، ابدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام، وهذا يساوي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة يوميا -أي عشرة مليجرام- واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أنا أؤكد لك بصفة قاطعة أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة، وهي نوع من القلق النفسي، فلا تشغل نفسك به كثيرا، وطبق ما أوردناه لك من إرشاد، وتناول الأدوية السليمة التي وصفناها لك، ومن عند الله العافية والشفاء.

وبالله التوفيق.
=============

وهناك استشارات أخرى سلوكية للعلاج القلق يمكنك مراجعتها برقم (261371 - 263666 - 264992 - 265121)

ويمكنك أيضا استخدام الرقية الشرعية وستجد طريقة ذلك في هذه الاستشارات: (237993- 236492-247326).

مواد ذات صلة

الاستشارات