السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
ابن خالتي خاطب فقط ولم يدخل عليها، أو لم يتم العقد حتى الآن، ويحاول فسخ الخطبة لكن خالتي رافضة لذلك؛ لأن الفتاة أعجبتها وابنها غير مرتاح لها ولا يريد الفتاة، وهذا القرار اتخذه بعد سنة من الخطبة، وحاليا خالتي رافضة بشدة، ولكنه مجبر أن يأخذها لأجل أمه، ودائما يشكو لي؛ لأني بمقام أخته ـ أكبر منه بسبع سنوات.
فما المفترض أن أعمله؟ لأن خالتي من المستحيل أن أكلمها، وفكرت أني أتصل على والد الفتاة، وأقول له: أني فاعلة خير؛ لأن الولد كاره البنت بشدة، ولا يريد هذا الزواج أن يتم أبدا.
احترت بهذا الموضوع، أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف. القحطاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الأخ ينبغي أن يكون جادا، وحازما في أمره، فإنه إما أن يكون لا يمانع من الزواج بهذه الفتاة لكنه لا يشعر بحب زائد لها، وفي هذه الحال نصيحتنا له أن يقدم على الزواج طاعة لأمه، وسيجعل الله له في زواجه هذا خيرا كثيرا، فإن البيوت لم تبن كلها على الحب كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
والحال الثانية: أن يكون غير راغب في هذه الفتاة، ويشعر أنه غير قادر على العيش معها أو أنه سيتعلق بغيرها، ففي هذه الحال ينبغي أن يكون لديه قدر من الشجاعة المصحوبة بالأدب ويصارح أمه بحاله ويتلطف في إقناعها فلعلها توافق على رغبته، فإن لم تفعل فإنه لا يلزمه شرعا أن يطيعها في الزواج من فتاة لا يرغب في الزواج بها، لكن عليه أن ينظر أحسن الحيل للخروج من هذا المأزق دون أن يسيء إلى أمه، فيمتنع من إتمام الزواج، أو يخبر أهل الفتاة بنفسه أو بواسطة موثوقة.
ولا ننصح أن يكون الأمر بالطريقة التي ذكرت -أيتها الأخت- من انتحال شخصيات مجهولة، بل ينبغي أن تكون هذه الأمور مبينة على الصراحة الواضحة، وإحراج يتعرض له هذا الأخ لساعة خير من ألم نفسي يتعرض له بعد ذلك كل ساعة.
وإننا إذ نشكر لك -أيتها الأخت- اهتمامك بمشاكل أقربائك ومحاولة إعانتهم لتجاوزها نحب أن نلفت نظرك الكريم إلى أن ابن خالتك هذا ليس من محارمك، وعليه فيجب عليك أن تلتزمي معه الآداب الشرعية التي شرعها خالقنا سبحانه لحفظ بيوتنا أو أبنائنا وبناتنا، فلا يجوز لك الخلوة به، ولا الحديث معه لغير حاجة، وعند الحاجة يجب تجنب الليونة في الكلام، وفي هذه التشريعات قطع لخطوات الشيطان، والتزامها إرضاء للرحمن، فسارعي إلى امتثال أوامر ربك فهو أعلم سبحانه بما يصلحنا ويفسدنا، وهو القائل سبحانه: ((والله يعلم وأنتم لا تعلمون))[البقرة:216]}، وفقك الله لكل خير وأجرى الخير على يديك.
وبالله التوفيق والسداد.