السؤال
أريد أن أسأل عن حادثة حصلت لي قبل ثلاثة أيام، حيث أنني مخطوبة منذ أربع سنوات، وخطيبي من سوريا، وأنا من الجزائر حيث إن ظروفه المادية لم تسمح له أن يأتي.
وبعد مدة أجبر من طرف أهله بأن يخطب بنتا من أهل أمه، ولما كلمته قال بأنه لن يتركني وسوف يتزوجني وأنه يحبني، دلوني كيف أعمل؟
هل أدفع له حق التذاكر لكي يأتي ويأخذني لأنها غدرت بي هذه البنت وهي تعرف أني أنتظره طول هذه المدة.
هل أعاملها بنفس الطريقة التي عاملتني بها؟ لأني لا أستطيع أن أنساه.
دلوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.
ونذكر أولا أن الإنسان قد يحرص على شيء ويحبه ويقدر الله عز وجل له خلاف ما يريد ويتمنى، ويكون في ذلك القدر الخير والبركة، وقد قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)،[البقرة:216].
فينبغي للمسلمة أن تفوض أمورها إلى الله تعالى وترضى بما يقدره الله لها، ولا تحرص على ما لم يقدره الله، ففي ذلك السعادة والطمأنينة والسكينة.
ونصيحتنا لك أن تصرفي النظر عن هذا الرجل، فما دام لا يقدر على تكاليف السفر إليك فكيف سيستطيع أن يتزوج باثنتين ويقوم على أسرتين؟ ولعل من الخير لك أن صرفه الله عنك، فمثل هذا الزواج غالبا ما يفشل وتكتوي المرأة بعد ذلك بنار فراق الزوج وتفرق الأسرة وضياع الأولاد.
ونوصيك باللجوء إلى الله تعالى وكثرة دعائه مع القيام بفرائضه أن يرزقك زوجا صالحا، فهو سبحانه قادر على أن يعوضك خيرا مما فقدت، إذا لجأت إليه وأحسنت الظن به.
وحاولي أن تشغلي نفسك بالشيء النافع لك في دينك ودنياك، وأكثري من مجالسة الصالحات، واقطعي عن نفسك التفكر بهذا الشاب، ولا تسترسلي مع تلك الأفكار، وبهذا -إن شاء الله تعالى- ستنسينه، وسيصلح الله حالك، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك ما فيه سعادتك وصلاحك، وأن يرزقك الزوج الصالح.
وبالله التوفيق.