السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحن عائلة مكونة من أب وأم وخمس بنات وولدين، أنا ترتيبي الثانية في العائلة، ولي أخ في مرحلة المراهقة عمره 16 سنة، كيف أقوي الوازع الديني لديه؟ فوالدي لم يهتموا بتربيتنا التربية الإسلامية الصحيحة، فتركونا نربي أنفسنا بأنفسنا، وهذا أثر علينا جميعا، والآن أخي هذا معجب بالغرب وبأسلوب حياتهم، وأنهم نزيهون، وأن الحياة هنا صعبة، ويفكر في الهجرة مستقبلا.
كيف أغير رأيه وأقوي الوازع الديني لديه؟ لأنه لا يقرأ القرآن إلا نادرا، والصلاة يصليها في المنزل، ويرفع صوته على أمي، علما أنه ليس اجتماعيا نهائيا، وليس لديه أصدقاء، أغلب وقته يقضيه على التلفزيون لمشاهدة الأفلام الأجنبية، وهذا ما يجعله يكره الحياة هنا، ويرى الناس هنا يتكلفون في أسلوب الحياة وطريقة الكلام مع بعض، عبارات السلام والتحايا وما إلى ذلك.
كيف أساعده؟ أرجوكم أعطوني إجابة شافية كافية، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أفرحتني رغبتك في غرس الوازع الديني، وأفرحني حرصك على تدارك ما حصل من التقصير والخلل، ونسأل الله أن يصلح نيتك، وأن يوفقك لعمل الخير وخير العمل.
وأرجو أن تعلمي أن الأخ يتأثر بأخته جدا، خاصة إذا كان هناك تقارب في العمر، وننصحك بمعرفة المفاتيح الأساسية لشخصية أخيك، ونتمنى أن تسير وفق الخطوات الآتية:
1) عليك بكثرة الدعاء لأخيك أمامه وبظهر الغيب.
2) أكثري من الثناء على إيجابياته.
3) اجعليه أهم وأكبر صديق لك.
4) أكثري من الثناء على تصرفاته الإيجابية.
5) احترمي كلامه مهما كان تافها، ولا مانع من أن تقولي: هذه وجهة نظرك، وأنا أحترمها وإن خالفتك في بعضها.
6) استخدمي معه أسلوب الحوار، فإنه مهم في هذه المرحلة العمرية، وقد أحسن من قال: "إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع".
7) أظهري له الوجه المشرق في حضارتنا، وبيني له أن الإسلام ليس مسئولا عن تخلفنا، بل إن أكبر أسباب تأخرنا هو بعدنا عن الإسلام.
8) ذكريه بأثر الإسلام وحضارته على الغرب وأهله، وقد أحسن من قال:
كانت أوروبا ظلاما ضل سالكه *** وشمس أندلس بالعلم تهديه.
كنا أساتذة الدنيا وقادتها *** والغرب يخضع أن قمنا نناجيــه.
واليوم بقينا لعز فر من يدنا *** فهل يعود لنا ماض نناجيه.
في الدين والأخلاق مجدكم *** هذا البناء الذي يعلو ببانيــه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله تعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، ونوصيك بالاقتراب من شقيقك وزيادة النصح له، ونسأل الله الهداية للجميع.