أعراض الظنان وسوء التأويل وعلاجها

0 465

السؤال

السلام عليكم.

شكرا لكم على هذه الخدمة المتميزة، وفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه.

أنا - والحمد لله - أعمل في مركز مرموق ومن عائلة محترمة - الحمد لله تعالى - ولكن ينتابني شعور غريب بأن هناك أناسا يراقبونني يتجسسون علي أو يسجلون لي، وخاصة من أصحابي أو المقربين إلي، وهذا الشعور يضايقني كثيرا لدرجة أنه يسبب لي الشعور بالضيق والكآبة، كما أنني أخاف من الناس، وأشعر أن أحدهم سوف يؤذيني، أو مثلا لو أني اشتريت عربة جديدة سوف يقطع لي أحدهم الفرامل كي أموت، أو أحدهم سوف يبلغ عني الشرطة أني قد صدمت أحدا.

شيء آخر يضايقني: على الرغم من أني في هذا المركز المرموق، إلا أنني أخاف أن يعرف أحد اسمي أو مكان عملي أو رقم تليفوني، مع العلم أني - الحمد لله - متدينة، وكذلك الحساسية الشديدة، والتسامح الشديد في أغلب الأحيان يتم تفسيره بشيء من الخطأ وخاصة من الغرباء.

شكرا لكم، وكل عام وأنتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فلقد قمت بوصف حالتك بصورة واضحة ودقيقة جدا، والأعراض التي أشرت إليها في مجملها تدل على وجود درجة متوسطة مما نسميه بالأفكار الاضطهادية أو الأفكار الظنانية، وهذه الأفكار الظنانية أخذت أيضا الطابع الوسواسي، وبما أنك شخصية حساسة فهذا هو الذي جعلك في أغلب الظن عرضة لمثل هذه الأعراض.

أنا لا أعرف إن كان لديك أي تاريخ مرضي في أسرتك، أي أن كان أي من أفراد أسرتك أصيب بأي نوع من المرض النفسي أو المرض الذهاني، وإن كانت هنالك أي روابط أخرى أو مثيرات تزيد من هذه الأعراض أو تقلل منها.

عموما هذه الأعراض - إن شاء الله - يمكن علاجها، وأنت بما أنك - الحمد لله - محترمة ومقتدرة وفي مركز مرموق، وأعطاك الله تعالى نصيبا من العلم والمعرفة، هذه كلها نعتبرها مؤشرات إيجابية لمقاومة مثل هذه الأمراض.

الذي أراه هو أن تبذلي كل الجهد لمقاومة هذه الأفكار، وتحقيرها والعمل على حسن الظن بالناس، أنا أعرف أن هذه الأفكار تقتحم خيال الإنسان وتسبب له الإزعاج، ولكن في نفس الوقت نريدك أن تستبدلي كل فكرة ظنانية أو سواسية بالفكرة المضادة لها.

هذا التبديل في نمط التفكير يتطلب التركيز، يتطلب الجدية، ويتطلب أن تكون هنالك قناعة قوية من جانبك أن الإنسان يمكنه أن يغير من أفكاره.

هذا هو الأساس السلوكي للعلاج، والعامل العلاجي الآخر – وهو مهم جدا – هو أن نصف لك بعض الأدوية، فهنالك أدوية مفيدة جيدة، ويعرف عن مجموعة من الأدوية أنها مضادة للأفكار الظنانية أو الذهانية، هذه أنت في حاجة لها بجرعة صغيرة، وليست بالجرعة الكاملة التي نعطيها مثلا في الأمراض الذهانية الكبرى، وأنت أيضا في حاجة لدواء بسيط يكون مقاوما للوساوس.

الأدوية التي أرى أنها سوف تكون مفيدة بالنسبة لك هو الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone)، وربما يكون أيضا تحت مسميات تجارية أخرى في مصر، تبدئين في تناول هذا الدواء بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن أن تتوقفي عن تناول الدواء.

والدواء الآخر هو العقار المشهور يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac) ويعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) والذي يسمى أيضا في مصر باسم تجاري آخر هو (فلوزاك Flozac)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجرام – تناوليها صباحا، أو يمكنك أن تتناوليها مساء مع جرعة الرزبريادون.

استمري على جرعة الفلوكستين لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه الأدوية - إن شاء الله - أدوية فعالة وسليمة وغير إدمانية، وسوف تجدين أن هذا الفكر الظناني الوسواسي أخذ في التلاشي والانقطاع تماما إن شاء الله تعالى.

بما أن خدمات الطب النفسي في مصر جيدة وطيبة، فيمكنك أيضا أن تتواصلي مع طبيب نفسي إذا رأيت ذلك ضروريا.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات