تأتأة تعطل العمل والتفكير

0 442

السؤال

السلام عليكم.
في البداية أشكركم على مجهودكم الكبير، وأسأل الله العظيم أن يجزيكم خيرا على إخلاصكم ومساعدتكم للناس.

كنت أعاني من التأتأة وشد في عضلات الرقبة، ورجفة، وانقطاع حبل التركيز، وحركة العين الغريبة، وأتلفت من أمامي وجانبي خوفا أن يراني أحد، وأعتقد أنها مشكلة كبيرة ليس لها حل، وهذه الحالة معي منذ الصغر، وتطورت وأصبحت كبيرة إلى حد كبير، وأصبحت تعطل عملي وتفكيري، والآن بدأت بتناول الفافرين منذ أسبوعين 50 ملجم ليلا قبل النوم دون أن ألجأ إلى دكتور، فما هي الجرعات المناسبة لحالتي؟ وكم تستغرق فترة العلاج؟ وهل العلاج فقط دوائي؟ وما هي نسبة العلاج؟ وهل الفافرين يؤثر على الرغبة الجنسية عند الزواج حيث أن عمري 23 سنة؟
وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

فإن التأتأة يلعب القلق والتوتر فيها دورا كبيرا، ومن الأشياء المزعجة والتي تؤدي إلى زيادة التأتأة هو أن يراقب الإنسان نفسه والطريقة التي يتحدث بها، هذا يؤدي إلى حدوث المزيد من القلق مما تكون له نتائج وتبعات سلبية على طريقة إخراج الكلام، لذا أنا لا أقول لك: استسلم أو استكين لهذه التأتأة ولكن يجب ألا تراقب نفسك مراقبة شديدة.

ثانيا: عليك بتمارين الاسترخاء -أيا كان نوع هذه التمارين- وأخصائيو التخاطب لديهم تمارين جيدة تساعد في استرخاء عضلات الرقبة وكل العضلات التي تلعب دورا في الكلام والتخاطب، فأرجو أن تذهب إلى أخصائي التخاطب، وسوف يقدم لك توجيهات كثيرة فيما يخص التأتأة بصفة عامة وكيفية استرخاء العضلات بصفة خاصة.

من التمارين الضرورية جدا هي أن تحدد الكلمات أو الأحرف التي تجد فيها صعوبة أكثر، وبعد ذلك تقوم بتخير عدد كبير من هذه الكلمات أو الأحرف وتبدأ في نطقها بصوت عال وإذا كانت لديك مشكلة في حرف معين - على سبيل المثال – تخير خمسين كلمة تبدأ بهذا الحرف وقم بنطقها بصوت عال، ثم أدخل الكلمة في جملة، وبعد ذلك تخير خمسين كلمة أخرى تنتهي بنفس الحرف وقم بتكرار نفس التمرين وهكذا.

القراءة بصوت عال حين تكون وحدك أيضا تساعد في عدم التأتأة وزوالها -بإذن الله تعالى- وقراءة القرآن الكريم بترتيل وتؤدة أيضا -إن شاء الله تعالى- فيها خير كثير وتقلل من إزالة هذه التأتأة، ولا شك أن تعلم مخارج الحروف وكيفية التنفس في أثناء الكلام أيضا هي من التمارين المفيدة جدا.

العلاج الدوائي مبدأ تناوله يقوم على أن هذه الأدوية تقلل من القلق، وأقول لك: إن عقار الفافرين Faverin من الأدوية الجيدة جدا والمفيدة جدا في علاج القلق والتوتر بصفة عامة، وأسأل الله تعالى التوفيق في علاج هذه الحالة.

أنت الآن تتناول خمسين مليجراما من الفافرين، وأقول لك: استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلا واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا واستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه هي فترة العلاج الدوائي.

بجانب الفافرين يفضل أن تتناول جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، والجرعة هي حبة واحدة (نصف مليجرام) يوميا صباحا لمدة ستة أشهر، وإذا لم تتحصل عليه يمكنك أن تستعمل عقارا آخر يعرف علميا باسم (هلوبربادول Haloperidol) ويعرف تجاريا باسم (سيرانيز Serenace)، ويجب أن تكون الجرعة جرعة صغيرة جدا وهي نصف مليجرام يوميا في الصباح وليس أكثر من ذلك، وفترة تناوله هي ثلاثة إلى أربعة أشهر، أي نصف مليجرام يوميا صباحا لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر.

وتوجد أدوية كثيرة أخرى، فهنالك دراسات تشير أن عقارا يعرف تجاريا باسم (زبراكسا Zyprexa) ويعرف علميا باسم (اولانزبين Olanzapine)، بجرعة صغيرة أيضا وجد أنه ذو فائدة كبيرة في علاج التأتأة، ولكن هذه الأدوية التي ذكرناها لك - إن شاء الله تعالى – فيها الخير الكثير.

العلاقة بين الفافرين والرغبة الجنسية أؤكد لك أن الفافرين ليس له أي تأثير سلبي على هرمونات الذكورة وليس له أي مضار بالنسبة للرغبة الجنسية.

هذه هي النصائح التي أود أن أوجهها لك، وعليك بالدعاء بأن تسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات