السؤال
أشعر بدوار داخل الرأس ولكن ليس دوخة، وأشعر بضغط في عيني ورأسي، وتأتي أحيانا مع الخوف والأفكار الجنسية والحزن، فما هذه الأعراض؟
وشكرا.
أشعر بدوار داخل الرأس ولكن ليس دوخة، وأشعر بضغط في عيني ورأسي، وتأتي أحيانا مع الخوف والأفكار الجنسية والحزن، فما هذه الأعراض؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الشعور بالدوار داخل الرأس والضغط على فروة الرأس كثيرا ما يكون دليلا على وجود انقباضات عضلية، تكون ناتجة من القلق أو التوتر أو في بعض الأحيان إذا نام الإنسان بصورة ليست صحيحة، أي على سبيل المثال: إذا كان هنالك انشداد في عضلات الرقبة نسبة للنوم على وسادة مرتفعة أو على وسادتين كما يفعل البعض، هذا يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.
الشعور بالضغط في العين أيضا وكذلك الرأس – كما ذكرنا – ربما يكون مرتبطا بالقلق، ولكن حقيقة أنا سوف أكون أكثر اطمئنانا إذا قمت بإجراء بعض الفحوصات خاصة قياس ضغط العين، هذا فحص بسيط جدا، إذا ذهبت إلى طبيب العيون سوف يقوم بقياس ضغط العين، ويجري لك الفحوصات الأخرى للتأكد من قوة النظر؛ لأن هذه الأعراض أيضا قد تكون مرتبطة بضعف في عضلات العين أو علة في حدة النظر أو ارتفاع في ضغط العين، أرجو ألا تنزعج مطلقا لما ذكرناه لك، فهذه مجرد إجراءات تطمينية نراها ضرورية.
أنت لم تذكر عمرك، وحقيقة ارتفاع ضغط العين هو من الحالات التي تصيب الناس بعد سن الشباب، ولكن قد تحدث حالات أيضا في الصغر، فأرجو ألا تهمل هذا الفحص.
الشعور بالخوف أو أن هذه الأعراض تأتيك مع الخوف والأفكار الجنسية والحزن، لا شك أن الخوف والحزن هي نفسها مرتبطة بالقلق ارتباطا شديدا، والأفكار الجنسية قد تكون أفكارا وسواسية، والوسواس أيضا نوع من القلق، فحاول أن تتجاهل هذه الأعراض، وإذا طمأنك طبيب العيون ولم توجد أي علة، فهذا يجب أن يجعلك أيضا تقتنع أن هذه حالة نفسية بسيطة ناتجة من انشدادات عضلية وليس أكثر من ذلك.
سيكون من الجيد والمفيد أن تنام على وسادة واحدة خفيفة، وأنصحك أيضا بأن تقوم بإجراء بعض التمارين الرياضية خاصة كرياضة المشي أو الجري، وبعد ذلك أود أن أصف لك علاجا مجربا ومعروفا بأنه يفيد في مثل هذه الحالات، وبفضل الله تعالى الدواء موجود في مصر، وهو غير مكلف، الدواء يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride)، أرجو أن تبدأ في تناوله كبسولة واحدة ثلاث مرات في اليوم، وقوة الكبسولة هي خمسون مليجراما، وهذه الجرعة صغيرة نسبيا، ولكنها إن شاء الله سوف تكون مفيدة جدا بالنسبة لك، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم إلى كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
من الضروري جدا أن تجعل حياتك حياة فيها شيء من الحيوية والفعالية، وهذا يتأتى بحسن إدارة الوقت واستشعاره وأن تقسم وقتك بين النشاطات اليومية المختلفة من عمل وزيارة للأهل وتواصل اجتماعي وممارسة للرياضة والصلاة وتلاوة القرآن والترفيه والترويح عن النفس بما هو مشروع، فدائما الإنسان الذي يدير وقته بصورة جيدة يرتفع عنده معدل الصحة النفسية؛ لأنه يحس بالرضا ويحس بالإنجاز ويجد نفسه متوائما مع ذاته ومع الآخرين كذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق.