السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب خطبت فتاة وسافرت إلى الخليج، حاليا أتقاضى راتبا قدره (4000) درهم، وهو يكفيني للعيش معها، ولكن لن أستطيع توفير المال الكثير لكي أؤسس حياتي في بلدي، خصوصا أنني بعد 3 سنين يجب أن أعود إلى بلدي وإلا سأخسر وظيفتي هناك، وقد ابتليت منذ فترة بالدخول إلى المواقع السيئة وأصبح قلبي قاسيا جدا، وصرت أتهاون بصلاة الجماعة، بالإضافة إلى المعاناة النفسية نتيجة كثرة الذنوب والقلق ليلا ونهارا، حتى أنني لا أنام أحيانا حتى ساعات الفجر نتيجة القلق، فهل تنصحونني أن أجلب زوجتي معي إلى الخليج أم أبقيها عند أهلي؟ انصحونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن وجود زوجتك إلى جوارك حفظ لك ولها، وعون لكم جميعا على طاعة ربنا سبحانه، ولا يخفى عليك أن طلب العفاف من أهم أهداف الزواج، والوقوع في هذه الفواحش من أخطر ما يهدد دين المسلم وحياته، فالزنا هو أحد أكبر الجرائم الثلاث، وقد (سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ فقال: أن تشرك بالله، قيل: ثم أي؟ فقال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قيل: ثم أي؟ فقال: أن تزاني بحليلة جارك) ويصدق ذلك في كتاب الله بقوله سبحانه: ((والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون))[الفرقان:68].
وأنت تعلم أننا في زمان الفتن والشهوات تهاجم الناس في كل مناحي الحياة، ودخولك للمواقع الإباحية يفتح عليك أبوابا مظلمة، ولن تفيدك الأموال إذا سقط من رأسك تاج العفة والظهر، ولا أظنني أحتاج لكثير كلام بعد شعورك بظلمات المعصية وآثارها، والسعيد من وعظ بغيره والشقي في الناس من جعله الله عظة وعبرة لغيره.
واعلم أن الزوجة تأتي برزقها، وأن في طاعة الله البركة والخير، ولا عجب فإن الله يقول: ((إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))[النور:32] وفهم السلف هذا المعنى فكانوا يلتمسون الغنى في النكاح، ولا يخفى على أمثالك أنه لا خير في طول فترة الخطبة، والإنسان لا يرضى أن يطول انتظار أخته فلماذا يرضى ذلك لبنات الناس؟
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن مفاتيح الخيرات بيده، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك للخير ومرحبا بك.