السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ 20 سنة ولدي ولدان شابان، غير أني أعاني كثيرا من زوجتي فهي وإن كانت تصوم وتصلي فإنها لا تهتم بي، ولا تلتزم بالأخلاق الإسلامية، وكذلك اللباس.
ناهيك وأني دائم الشك بها، خاصة وأني مسكت عليها كذبا علي في عدة مناسبات، وكنت أصفح وأتجاوز، وفي آخر مرة دخلت الغرفة على حين غرة فوجدتها في مكالمة هاتفية!
فبدأ عليها الارتباك في كلامها مع مخاطبها حيث سمعت صوت رجل يقول (ألو ألو) ولكنها قطعت الخط، ولما استفسرت الأمر قالت إنه زميلها؟ فكيف أتصرف معها؟ دلوني من فضلكم فإني على نار وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فمرحبا بك أيها الأخ الكريم ونشكرك على تواصلك معنا في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا لحرصك على صلاح زوجتك وغيرتك عليها.
ومما لا شك فيه أيها الأخ الحبيب أن زوجتك هذه فيها قدر كبير من الخير ما دامت مواظبة على الصلاة والصيام، وإن كانت واقعة مع ذلك في بعض المعاصي، فينبغي أن تصبر وتحتسب في محاولة إصلاحها، ونوصيك بالتؤدة وعدم الاستعجال، ويمكننا أن نلخص لك أهم ما نراه سببا لإصلاح زوجتك في النقاط الآتية:
1- تجنب إساءة الظن بها ما دمت لم تطلع على دليل عليه، فإن الظن أكذب الحديث، وهذا لا يعني أبدا ترك صيانتها وحفظها من طرق السوء والفساد، بل مطلوب هذا وهذا، وكل شيء لابد وأن يكون بقدر لا يزيد عليه، والناس يقولون: (ما زاد عن حده انقلب إلى ضده)، فمما يتعين عليك فعله أيها الأخ الحبيب لحفظ زوجتك:
(أ) الحيلولة دون خلوتها بأي رجل أجنبي، ومصاحبتها عند الخروج من المنزل إن دعت الحاجة للخروج، وإلا فالمستحسن صرفها عن الخروج من المنزل كلية، وينبغي أن يكون هذا بتؤدة وإقناع.
(ب) اشتر لها بعض الكتيبات التي تدعو إلى العفة، وفضل العفيفات اللاتي وصفهن الله في سورة النساء (( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ))[النساء:34]
2-وصيتنا أن تجدد جوانب الحياة مع زوجتك، فتحاول التجمل لها والخروج معها للتنزه ونحوه، بحيث لا يدعوها الشيطان إلى التطلع إلى الرجال غيرك.
3- حاول ما استطعت رفع المستوى الإيماني لزوجتك، وذلك بربطها بصديقات صالحات لتكثر من مجالستهن، ( لا سيما إذا تيسر وجود تحفيظ قرآن للنساء)
كما ينبغي أن تكون لك معها جلسات إيمانية تستمع معها أو تشاهد برامج إيمانية وأخرى أسرية، فإن الإيمان أعظم حائل بين الإنسان والمعصية.
نسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجتك وذريتك ويقدر لك الخير.