عقدت على امرأة لم يعجب أمي أهلها، ماذا أفعل؟

0 456

السؤال

السلام عليكم.

لقد عقدت عقدا شرعيا على مؤمنة ولم أجامعها بعد.

توقظني لقيام الليل والصبح، وحاملة للقرآن، لكن أمي عندما رأت أهلها لم يعجبوها، أي إخوانها، أهلها بصفة عامة.

أنا لا أريد عقوق الوالدين، والمشكلة الثانية أنها تبينت لي أنها أقل جمالا مما كنت أحسبها عندما رأيتها أول مرة.

ولا أنكر تحسني في الدين بعدما عرفتها، مع العلم أن لنا الحق بامرأة واحدة في تونس.

إن كان طلاقها خيرا لي ما أقول لها؟ وإن كان بقاؤها خيرا لي كيف أقنع أمي التي تقول لي إن "أولادك سينشئون مع هذه العائلة شئت أم أبيت، وأنا أخاف عليك منهم".

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wajih حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أولادك سوف يتأثرون بالأم الحاملة للقرآن والتي توقظك لقيام الليل، ولا عجب فإن الأم هي أكبر وأعظم من يؤثر على الأبناء والبنات.

وأرجو أن تتذكر أن الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه لما أراد الزواج أرسل إحدى قريباته لتخطب له فجاءته وقالت: وجدت لك فتاتين إحداهما بارعة في جمالها متوسطة في دينها والثانية قوية في دينها متوسطة في جمالها.

فقال الإمام: (أريد صاحبة الدين) وتلك وصية رسولنا الأمين، ولعلك لاحظت أنه قدم الدين وعاش مع تلك المرأة نحوا من ثلاثين سنة وقال ليلة وفاتها والله ما اختلفنا في كلمة، ولن يندم من يقدم الدين، وقد صدق وأحسن من قال:

وكل كسر فإن الدين يجبره.. وما لكسر قناة الدين جبران

ومن هنا فنحن ندعوك إلى إكمال المشوار وسوف ترضى الوالدة بحول الله وقوته.

وإذا لم يحصل قبول عند الوالدة، فإن الأمر لا يعتبر من العقوق (ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، والوالد يطاع وكذلك الوالدة إذا كان رفضهم لاعتبارات شرعية.

أما إذا كان لمجرد عادات أو أشياء لا يقيم الشرع لها وزنا، فلا عبرة بعدم رضاها.

وأرجو أن تعلم أن بنات الناس ليست لعبة، والإنسان لا يفعل مع الأخريات الأمر الذي لا يرضاه لنفسه ولا لأخواته وبناته.

ولا يخفى على أمثالك أن الجمال والحسب والمال وكافة المظاهر لا قيمة لها إذا لم يكن معها الدين والأخلاق، بل تعتبر هذه الأشياء وبالا على أهلها إذا لم يكن معها خوف من الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذ بالله من الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، والشيطان بلا شك لا يعجبه الحلال، ولذلك يجعل الزوجة في نظرك غير جميلة، وإذا أطلق الإنسان بصره فإنه سوف يبقى في تعاسة وشقاء ولن تكفيه نساء الدنيا.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات