استمرار وساوس الوضوء وتأثيراتها العضوية على الجسم وكيفية التخلص منها

0 477

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة نفسية في الوضوء من خمس سنوات، عبارة عن وسواس، الموضوع تطور معي لأمور أخرى، أصبحت أقضي فترة طويلة لكي أتوضأ تبلغ نصف ساعة أو أكثر.

أيضا ظهرت عندي حساسية من الماء في باطن يدي ورجلي - الحمد لله - اختفت التي في اليد وخفت في الرجل، وعندي تعب في الأعصاب، وخفقان في القلب، وأصبح عندي صعوبة في التحكم في خروج الغازات - أكرمكم الله - حتى أني في أوقات كثيرة أصبحت أترك الصلاة أو أصلي من غير وضوء.

أفيدوني - وفقكم الله - ماذا أفعل في مثل حالتي لأني لا أستطيع أن أستمر بنفس الطريقة، وتفاقم أمراض جسدية جديدة كل فترة علي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى أن هذه الحالة ليست من الحالات المستعصية ويمكن علاجها، فالذي تعاني منه هو نوع من الوساوس القهرية المتعلقة بالوضوء، كما أنه لديك بعض الأعراض النفسوجسدية، فهذه الحساسية من الماء وكذلك ما وصفته بالتعب في الأعصاب والخفقان في القلب وصعوبة التحكم في الغازات، هذه كلها نرى أنها ذات منشأ نفسي، أي أنها ناتجة من القلق النفسي.

العلاج الذي سوف نصفه لك يتكون من جزءين، الجزء الأول هو ما نسميه بالعلاج السلوكي، وأول خطوات هذا العلاج السلوكي هو أن تفهم أن حالتك هي مجرد وساوس قهرية، أي نوع من القلق النفسي، وهذه الحالة إن شاء الله ليست أبدا دليلا على ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك، بل على العكس تماما نرى أن الكثير من المتدينين قد يعانون من مثل هذه الحالات، وإن شاء الله هذا دليل على خيرية هذه الأمة، وإن شاء الله هذا يكون من صميم الإيمان.

أريدك أن تتبع طريقة بسيطة جدا وعملية جدا، وهي أن لا تتوضأ من صنبور الماء، لا تتوضأ من الماسورة (الحنفية)، إنما ضع كمية معقولة في إناء - كالإبريق مثلا – وحدد كمية هذا الماء، وهذه الكمية تكون محسوبة على أساس المتوسط الذي يحتاجه الإنسان العادي لأن يتوضأ، وعليك أن تضع ساعة أمامك، وتقول لنفسك: (الوضوء لن يستغرق معي أكثر من ثلاث إلى أربع دقائق)، ابدأ بالبسملة، وفي كل خطوة تتخذها في الوضوء، كرر مع نفسك: (الآن أنا انتهيت من المضمضة، هذا هو الاستنشاق، هذا هو الاستنثار، غسلت وجهي ثلاثا، غسلت يدي ثلاثا، مسحت رأسي وأذني مرة، غسلت رجلي ثلاثا)، وأكد لنفسك أنك قد قمت بالفعل دون أي تردد، وتذكر دائما أن كمية الماء محدودة.

هذا التمرين تمرين بسيط، وقد أثبت فعاليته، فأرجو أن تطبق هذا الأمر بكل دقة.

لا شك أنك سوف تصاب بشيء من القلق حين تطبق هذه الطريقة؛ لأن النزعات الوسواسية لا تزال تكون موجودة، وهنا تقول لنفسك: (هذا وسواس قهري، أنا سوف أحقره، سوف أتجاهله، ولن أتبعه، وسوف أستمر في طريقتي هذه). فأرجو أن تتبع هذه الطريقة.
وهناك تمارين أخرى سلوكية يمكنك مراجعتها من خلال هذه الاستشارات:
(262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267)

بقية الأعراض التي ذكرتها أرجو أن تتجاهلها، وأنا سوف أصف لك دواء، وأؤكد لك أن هذا الدواء من الأدوية الفعالة جدا لعلاج كل هذه الأعراض التي ذكرتها، حتى الوساوس القهرية سوف يقضي عليها هذا الدواء بإذن الله تعالى، وحين تدعم ذلك بالإرشاد السلوكي الذي ذكرناه لك سوف - إن شاء الله - تصلي في المسجد وتؤدي صلواتك، وعليك أن لا تترك أي مساحة للشيطان، هذا أمر هام وضروري، نسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعا على المحجة البيضاء.

الدواء الذي أريدك أن تتناوله يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراما)، تناوله بعد الأكل، ويمكنك أن تتناوله في الصباح أو في المساء، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – ويمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة.

استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن الدواء.

بجانب دواء فلوكستين هنالك دواء آخر مساعد وليس الدواء الأساسي، هذا الدواء المدعم أو المساعد يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء، الأدوية أدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية وغير تعودية.

أرجو أن تتبع هذه الخطوات العلاجية وسوف تفيدك كثيرا إن شاء الله تعالى، وبجانب ذلك يجب أن تعيش حياتك بكل فعالية، لا تترك أبدا للوساوس أو للفراغ أي وقت أو ثغرة لأن تعيقك وتعطلك من ممارسة حياتك الطبيعية، فالإنسان يؤهل نفسه من خلال استثمار وقته بصورة صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونحن نشكرك ونقدر تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات