السؤال
السلام عليكم.
أنا مغترب مع زوجتي وولدي في إحدى الدول العربية، وحالة والدي المالية صعبة، وأنا أيضا أعاني من ظروف صعبة؛ حيث إني أرسل شهريا نقودا لوالدي ولأخي لإكمال دراسته الجامعية، وأسدد من ديوني التي للشركة التي أعمل بها، ومع هذا أنا لا أرسل المبلغ الذي يكفيهم؛ ولا يأتي نصف الشهر إلا وأنا لا أملك شيئا، وأصبح أبحث عن دين جديد.
رغم هذا فأنا أخفي عن والدي ظروفي الصعبة، وأشعره دائما أني بأحسن حال حتى لا يشعروا أنهم عبء علي، فهم حساسون من هذه الناحية.
لكني أحيانا أشعر من طريقة كلامهم معي أني يجب أن أحاول إرسال المزيد من النقود؛ حيث إن الأوضاع صعبة، ولا أدري ماذا أفعل! فكلما حاولت أن أشرح ظروفي يشعرون أنهم عبء علي، وكلما سكت ربما يشعرون أني بخيل عليهم.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا، ورزقني وإياكم بر والدينا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتني مشاعرك النبيلة تجاه والديك، ونسأل الله أن يبارك لك في رزقك، وأن يلهمك سدادك ورشدك، وأن يرزقك رضا والديك، ومرحبا بك في موقعك .
ولا يخفى على أمثالك أنه سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها وإلا ما آتاها، والإنسان لا يلام إذا قام بما عليه، وأرجو أن تقول لأسرتك ولوالدك: أنتم تستحقون أكثر من هذا، وأنا أسأل الله أن يزيدني من فضله حتى أحقق لكم سعادة أكبر، فإن هذا اللون من الكلام يرضيهم ويشعرهم أنك قدمت ما في وسعك، وأنك غير راض عن المبالغ التي تصل إليهم، ولا مانع أن تطلب منهم الدعاء؛ لأن دعاء الوالدين أقرب للإجابة.
وسوف يكون من المفيد عدم الاعتذار لهم بوجود أولادك معك؛ لأنك مطالب بأن تعطي كل ذي حق حقه في حدود استطاعتك، ومن الضروري أن تفهم كل الأطراف للأوضاع التي تعاني منها.
ونحن ننصحك بالبحث عن منافذ أخرى كالأعمال الإضافية، مع ضرورة الإكثار من الاستغفار والمواظبة على الصلاة، والتمسك بتقوى الله، ثم بالاستقامة على شرعه، فإن هذه الأمور أسباب لسعة الرزق وبركته.
وهذه وصيتي لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن الإنسان إذا نظر إلى من هم أقل منه لهج لسانه بشكر الله؛ وبالشكر ينال الإنسان المزيد، وبالشكر يقيد النعم فلا تزول، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.