السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلي عمره سنة وخمسة أشهر، وأرغب في تحفيظه القرآن بمجرد أن يستطيع الكلام، وأتمنى أن أربيه تربية إسلامية خالصة لله، أرجو المساعدة من أين البداية؟
شكرا لكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلي عمره سنة وخمسة أشهر، وأرغب في تحفيظه القرآن بمجرد أن يستطيع الكلام، وأتمنى أن أربيه تربية إسلامية خالصة لله، أرجو المساعدة من أين البداية؟
شكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتني هذه الرغبة في الخير، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
وأرجو أن تبدأ من الآن، وذلك بأن تقرأ القرآن إلى جواره بصوت هادئ، وكذلك ينبغي أن تفعل والدته؛ فإن هذا مما يسرع حفظه للقرآن واعتياده لألفاظه، وأشارت الدراسات إلى أن الطفل وهو في بطن أمه ينتفع بسماع القرآن، فكيف إذا كان بينكما!
كما أرجو أن تهتما بجلب أشرطة القرآن التعليمية التي يكرر فيها الأطفال القراءة خلف الشيخ؛ لأن الطفل يلتقط وهو يلعب الكلمات والمقاطع، مع ضرورة أن يرى في وجوهكما الحب للقرآن والحفاوة به، ولهذا كان التوجيه الشرعي بأن لا نجعل بيوتنا قبورا، وأن ننورها بصلاتنا وتلاوتنا وأذكارنا، وكل ذلك لمصلحة الطفل، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة)، رغم أن الخشوع والخضوع متوقع ممن يصلي في المسجد، ولكن شريعتنا العظيمة تريد للطفل أن يفتح عينه ليرى أما تسجد لله، وأبا يركع لله، وتلاوة تتردد في جنبات المنزل لتخرج من البيت الشياطين.
والطفل يحتاج إلى الحنان والاهتمام، وينتفع من وجود القدوة أمامه، ويسعد بحسن العلاقة بين والديه، وتتربى فيه عناصر الثقة والقوة من خلال ما يجده من أمن وطمأنينة واستقرار.
وإذا كنت في قطر فيسعدنا تواصلك مع الموقع ومعنا لمتابعة المراحل العمرية لطفلك الذي نسأل الله أن يجعله عنصر خير وفلاح وقيادة في أمته، وهنيئا لمن يربي أولاده على الصلاة والصلاح ليكونوا في ميزان حسناته، فإن الواحد منا يموت وينقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، وأهم أجزاء الحديث، بل محور الحديث هو: الولد الصالح، وإذا ترك الإنسان ولدا صالحا -ولفظة ولد تشمل الذكر والأنثى- فإن الولد يستطيع أن يفعل خيرا كثيرا لوالديه في حياتهما وبعد مماتهما إذا أحسن تربيته وتوجيهه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.