إرشادات لفتاة في عقوق أمها ومشاجرة إخوتها

0 19

السؤال

زوجي متوفى، ولي ابنتان، وأنا أعيش مع عائلتي المكونة من أم وأخ وأخت، وفي أغلب الأحيان يتم الشجار بيننا على أمور بسيطة، وفي بعض الأحيان أكون أنا سببها؛ لأنني أصبحت بعد فترة عصبية المزاج، ولا أمتلك أعصابي، وأتجاوز عليهم، وربما أدخل في عقوق الأم، وبعدها أندم على أفعالي، وترجع العلاقة بيننا، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العبرة بإرضاء الأم في حال حصول ما يغضبها، والوالدة دائما قلبها طيب، وقليل البر يرضيها، ومع ذلك فنحن ندعوك للانتباه والحذر عندما تكون الوالدة طرفا في أي مشكلة؛ لأن الشرع الحنيف لا يرضى حتى بكلمة (أف) فكيف بما هو أشد منها وأكبر؟!

ولا شك أن الخلاف والشجار متوقع، خاصة في وجود أطفال صغار مع كبار في البيت، ولكن المطلوب هو تفادي أسباب الشجار بقدر الإمكان، ثم الاجتهاد في السيطرة عليه إن حصل، ثم تفادي ما يغضب الوالدة بقدر الإمكان.

هذا وقد أسعدني اعترافك بأنك سبب المشاكل أحيانا، وهذا يجعلنا نطلب منك محاسبة النفس والصبر، والاحترام لمن في البيت، وإدراك خطورة الشجار على الأطفال بالدرجة الأولى.

إذا كنت سريعة الغضب والتوتر فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم من كان عنده الغضب بأن يتعوذ بالله من الشيطان، وأن يذكر الرحمن وأن يحبس اللسان، وأن يهدئ الأركان، ويغير الهيئة، ويخرج من الحجرة، ويتوضأ، فإن كان الغضب شديدا صلى ما يتيسر له، مع ضرورة أن تسألي الله أن يذهب عنك سرعة الغضب، وتذكري أن للغضب والتوتر أضرارا صحية بالغة، وأن للشيطان دورا كبيرا في مسألة الغضب، فعاملي هذا العدو بنقيض قصده.

احرصوا على ألا تتشاجروا بتاتا -لا سيما أمام سمع الأطفال أو في حضورهم- وإن كان الشجار بين الأطفال ففرقوا بينهم وأشغلوهم بالخير، وحاوروهم واحرصوا على معرفة الأسباب الحقيقية لخصوماتهم، فإن معرفة السبب تساعد -بحول الله- في إصلاح الخلل والعطب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بتفادي غضب الوالدة، ثم بالتوبة إذا حصل منك ما يغضب الوالدة، واعلمي أن برك لها وإحسانك ينفعك في الدنيا والآخرة، وسوف تجدين ثمار البر في أولادك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات