السؤال
كل شيء أفعله أو أقوم به فإن الوالدة تعتبره خطأ، حتى تتدخل في أموري الزوجية والشخصية، فماذا أفعل معها؟!
كل شيء أفعله أو أقوم به فإن الوالدة تعتبره خطأ، حتى تتدخل في أموري الزوجية والشخصية، فماذا أفعل معها؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن سؤالك هذا يشعر باهتمامك ببر والدتك والإحسان إليها، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه كل إنسان عاقل مع والديه، ففضلهما عظيم، وإحسانهما كثير؛ ولذا أوصى الله تعالى بالإحسان إليهما وحسن مصاحبتهما، وإن صدر عنهما ما صدر من الإيذاء والإساءة، فقد قال الله جل شأنه: (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ))[لقمان:15]، فهاذان أبوان كافران يحاولان وبأكبر جهد ممكن أن يجرا ولدهما إلى الكفر بالله تعالى، وليس فوق هذه الإساءة إساءة، ومع هذا أمر الله الولد بإحسان صحبتهما، وبذل المعروف لهما، مع عدم طاعتهما في معصية الله تعالى.
فمهما ظهر لك من إساءة من أمك فإن برها والإحسان إليها لا يزال فرضا عليك، واحذري أن يجرك الغضب إلى الوقوع في الإساءة إليها أو التقصير في حقها، وتذكري دائما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوالد أوسط أبواب الجنة)، أي: أفضل باب تدخل منه إلى الجنة، فوالدتك باب من أبواب الجنة مفتوح بين يديك، فاحرصي بارك الله فيك على اغتنام وجودها ببرها والإحسان إليها، وستجدين أثر ذلك سعادة في حياتك، وبركة في ذريتك.
وكوني على ثقة بأن أمك لا تزال تنظر إليك على أنك ابنتها الصغيرة المدللة، وقد لا تشعر هي بما تشعرين به أنت من استقلالية وانزعاج في تدخل غيرك في شئونك الخاصة، فحاولي أن تراعي هذا وتلتمسي العذر لتصرفات والدتك، وخير وسيلة ننصحك بها لتجنب ما يسوؤك هو أن تكتمي أخبارك عنها ما استطعت، وإذا حصل أن أمرتك بشيء أو نهتك عن آخر فلا تظهري مخالفتها حتى لا تغضب منك، وإن غضبت منك أحيانا فبادري بالاعتذار إليها وطلب المسامحة والعفو، واستعيني بالله تعالى واسأليه أن يرزقك الصبر على بر والدتك وسيعينك بإذنه ومشيئته.
وبالله التوفيق والسداد.