السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة عمري (27 عاما)، ولدي طفلة عمرها ثلاث سنوات تقريبا، وبعد شهرين سيأتينا طفل آخر بإذن الله، وقد حصل نقاش بيني وبين زوجي في مسألة التنظيم بعد مجيء الطفل الثاني، فهو يريد التأجيل لمدة أربع سنوات أو أكثر، وأنا أريد أن يكون التأجيل لسنتين فقط، بحيث يكون الطفل قد أتم الثالثة وقت الإنجاب إن شاء الله.
صحيح أن الوقت مبكر على هذا الكلام، ولكن انفتح الموضوع بدون قصد وانغلق على اختلاف في الرأي، وكل منا يظن رأيه هو الصحيح، فأود من فضيلتكم أن تبينوا لي رأي من يطبق؟ كما أود أن تنصحونا بشأن هذا الموضوع.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الناحية الطبية يكفي فاصل سنتين بين الحمل والآخر حتى يتعافى ويستعيد جسم الأم كل ما فقده في الحمل السابق، وحتى يكون الطفل قد أخذ حقه كاملا في الرضاعة الطبيعية والاهتمام اللازم في هذه الفترة من عمره.
وكرأي طبي وعلمي وشرعي أنت على حق، ولكن تقتضي الحكمة منك أن توافقي زوجك الآن كنوع من الود والمجاملة، حتى إن كنت ترين أنه غير محق في رأيه، فليس المهم الآن من منكما على حق ولكن المهم الآن وفي كل وقت هو تلافي أي مشكلة، خاصة إن كانت تتعلق في علم الغيب.
وقد يكون زوجك الآن يبني رأيه هذا بسبب ظروف معينة وهو متضايق منها أو متعب، خاصة وأن الرجل من طبعه أن لا يتحدث في ما يواجهه من مصاعب، أو قد يكون متعاطف معك لما تعانيه من صعوبة في الحمل والولادة، لذلك أرى أن تفترضي حسن النية في رأيه وأن تظهري له تقديرك وتفهمك لوجهة نظره الحالية.
ومن خبرتنا في هذا المجال أستطيع أن أقول لك بأن أغلب الرجال نظريا يتبنون هذا الرأي في المباعدة بين الحمول، ولكن سرعان ما يتشوقون ويفرحون لحمل جديد، فالزوجة الذكية هي التي تستطيع أن تدير الحوار بطريقة لبقة تظهر فيها احترامها لوجهة نظر زوجها وتفهمها للأسباب التي يذكرها، وبنفس الوقت تحاول وبالوقت المناسب أن تشرح له وجهة نظرها عندما يكبر المولود، وهنا أؤكد لك بأنك حينها لن تحتاجي لجهد كبير لإقناعه في حدوث حمل جديد، فعاطفة الأبوة هي عاطفة قوية وجياشة ولا تختلف أبدا عن عاطفة الأمومة.
اهتمي الآن بنفسك وبعائلتك، وتذكري أنت وزوجك بأن الذرية هي جزء من الرزق الذي كتبه الله لنا، وليس الرزق فقط هو في المال وحده، لذلك ومهما قررنا أو فعلنا فلن نستطيع أن نغير من هذا الرزق، وصدق الله العظيم حين قال في كتابه العزيز: ((وفي السماء رزقكم وما توعدون))[الذاريات:22]، نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير، وأن يرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك.
وبالله التوفيق.