السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أصغر إخوتي، والدي توفاه الله، وأعيش مع أمي بمفردنا، وعندما يتقدم أحد لخطبتي أشعر بضيق شديد؛ لأني سأترك والدتي في البيت وحيدة دون أحد يرعاها.
مع العلم أن إخوتي بارون بأمي، لكن ظروف الحياة تمنعهم من زيارتها كل يوم، فبالله عليكم أفيدوني ماذا أفعل؟! فلا أحد يفهم ما بداخلي؛ فأنا أخاف على أمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا - أيتها الأخت الكريمة - على برك بأمك وحرصك عليها، ونسأله سبحانه أن يجعل هذا سببا لتوفيقك، وجالبا لسعادتكم في الدنيا والآخرة.
أنت في الحقيقة في موقف صعب، لكن سيسهله الله بفضله وكرمه.
نحن على ثقة بأن أمك تتمنى لك الخير والسعادة، وننتظر اللحظة التي تراك فيها تعيشين حياة مستقرة هادئة بين زوجك وأولادك، صحيح أنها بحاجة الآن لوجودك معها، لكنها ستغلب مصلحتك الكبيرة على مصلحة البقاء بجانبها.
فنصيحتنا - أيتها المباركة - أن لا تردي خاطبا لهذا السبب، فأنت بحاجة إلى زوج وأسرة وأولاد، ولا داعي للقلق والهم بشأن الوالدة؛ فإن رعايتها وخدمتها واجبة عليك وعلى باقي إخوانك، فبإمكانكم التشاور في كيفية القيام بمصالح الوالدة، فإما أن يأخذها الإخوان معهم، وإما أن توفروا لها خادمة تقوم بخدمتها إن كانت تحتاج إلى خدمة، وأنت لن تنقطعي عنها، فبإمكانك أن تسترضي زوجك ليأذن لك في الإكثار من زيارتها.
نحن نقدر - أيتها الأخت - صعوبة الموقف، لاسيما مع بنت بارة مثلك، وفي ظروف مثل ظروف والدتك، لكن ثقي بأن الله تعالى سييسر الأمر وستتعود الوالدة قليلا على غيابك عن البيت بعض الوقت.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويقدر لك الخير.