الرغبة في زواج ثان من امرأة مطلقة..المبررات والتبعات

0 401

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر36 سنة، متزوج ولي طفلان 6 و3 سنوات، دخل قلبي حب لم أكن أتوقع ذات يوم أن شيئا كهذا يحدث، لدرجة أنني أصبحت صعب المراس كثير السرحان في عدد من الأمور، الأفكار تنسرد من أمامي بشكل مخيف، أولادي ومستقبلهم، زوجتي ومصيرها معي في حالة الزواج منها، وعندها أقول بكل بسالة: حب أي حب هذا! البيت والأولاد أهم من كل شيء، وفي لحظة عابرة يتغلغل الحب في داخلي من جديد لدرجة أنه في الصلاة والله في الصلاة أفكر بها بشكل غير طبيعي، مر على هذا الموضوع فوق الـ 7 شهور، وهي مطلقة بسبب علاقة فاشلة مع زوج مدمن، لديها طفلتان رائعتان، وهي تبادلني إحساسا من بعيد لدرجة أنني أوشك أن أتكلم معها ولكن لا أستطيع.
الموضوع معقد لدرجة أنه لا يمكنني أن أتحدث مع أي شخص في الموضوع، فالمشكلة بكاملها تقتلني يوميا، لدرجة أن الكثير يسأل ما بي وأين نكاتي ومزحي؟ وهذه الخفة في الدم والمزاح ظهر جليا أمامها.

آمل الإرشاد منكم فأنا في قمة الحيرة من أمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / فيصل     حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد:
فبداية أقول لك: لا يخفى عليك أن الإسلام أباح التعدد حتى بدون أسباب، وأنه يجوز للرجل ما دام قادرا على النفقة والباءة أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، هذا أمر متفق عليه.

المهم أن تعرف أن لكل إنسان ظروفه التي لا يستطيع تقديرها إلا هو، فمن الناس من يجزم أنه لا يمكن أن يعيش إلا بزوجة واحدة لظروف يعرفها عن نفسه.

منهم على خلاف ذلك، فأنت أدرى بحالك من الناس جميعا، وأعلم بما سيترتب على خطوتك هذه من مخاطر محتملة أو غير محتملة، ورجائي عدم العجلة والانسياق وراء العواطف، فإن الحياة الزوجية ليست كلها عواطف وإنما هناك أمور ضرورية قد تكون أشد خطورة من العواطف والحب ألف مرة ومرة.

تريث واستعن بالله وأكثر من التضرع والدعاء أن يقدر الله لك الخير، وأن يشرح لك صدرك للذي هو خير، فلعل ما أنت فيه الآن من استقرار عائلي قد تحرمه بقية حياتك رغم إنك ما فعلت منكرا ولا ارتكبت محظورا.

قد يضيف إلى سعادتك بعدا آخر لا تعلمه حاليا، ثم إنه ليبدو لي من رسالتك أن هذا الذي وقعت فيه؛ به قدر من المخالفة الشرعية، فالنظر إلى امرأة مثل هذه حتى دخلت قلبك، ألست ترى معي أن فيه مخالفة شرعية، ثم هل يا ترى دار بينك وبينها كلام وحديث حتى أعجبت بها أم أنه الحب من أول نظرة ؟ وهو غالبا لا يعول عليه.

أخي فيصل، إذا كنت قد سلكت طريقا غير شرعي في التعرف على تلك الأخت فأرى أن تصرف النظر عنها؛ لأنه لن يبارك لك فيها؛ لأن المعاصي عادة ما تنزع البركة من الرزق.

إذا كنت لم تخالف شيئا من شرع الله وهذا ما أتوقعه منك فاستعن بالله.

اعلم بأن الله لن يكلك إلى نفسك ولن يتخلى عنك وأكرر رجاء ألف مرة ومرة؛ انظر في عواقب الأمور حتى لا تفتح على نفسك بابا من المشاكل أنت في غنى عنه الآن .

لك أن تساعد هذه الأخت بالبحث لها عن زوج غيرك أن كنت فعلا تريد مصلحتها؛ لأنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

لا مانع من أن تدعو الله أن يصرف هذا الأمر عنك وهو على كل شيء قدير . المهم أن تكون لله كما أرادك حتى يكون لك كما تريد، وإن كنت مصمما على الزواج منها فاستخر الله تعالى واستشر أهل العلم والصلاح والمعرفة بظروفك.

مع دعواتي لك بالتوفيق للذي فيه الخير والصلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات