كيفية تصرف الأم مع سلوكيات ابنها في السنين الأولى من عمره

0 643

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لكم على هذا الجهد القيم وأدعو الله أن ييسر لكم هذه المهمة، ويبارك فيها ويعطيكم ثوابها.

الأمر يتعلق بابني الأول والوحيد، ربنا يبارك فيه، عنده سنة وشهر ولكنه منذ نحو أسبوعين ألاحظ عليه أنه ينام على بطنه ويضع شيئا تحت عضوه، مما يجعلني أتعصب عليه وأضربه في بعض الأحيان، ولكنه مستمر على هذه العادة خصوصا عند النوم.

ماذا أفعل معه حتى يتركها؟ عادة أحاول أن ألفت نظره لشيء آخر ولكنه يرجع ويعملها مرة ثانية، أنا لا أعرف كيف أتعامل معه لكي يكف عنها.

كما أنه تعود أيضا وضع يده في فمه ومص أصبع واحد، مع العلم أنه يرضع رضاعة صناعية منذ الولادة، مع القليل من الرضاعة الطبيعية حتى الشهر العاشر، ثم توقفت عن إرضاعه الرضاعة الطبيعية لقلة اللبن، مما جعله لا يرغب فيها ويفضل الرضاعة الصناعية.

أفيدوني أثابكم الله، فأنا هنا في غربة، بعيدة عن الأهل وأصحاب الرأي السديد، وأود أن أعرف ما هي سمات المرحلة العمرية هذه، وكيف يمكن أن أعلمه الصحيح من الخطأ حتى لا يستمر معه الخطأ.

أسألكم وكل من يقرأ هذه الرسالة أن تدعو له ولكل أبناء المسلمين بالخير والهداية.

الإجابــة

الأخت/ أم أحمد الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك.

نسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين، وأسأله أن يقر به عينك، وعليك بالدعاء له فدعاء الأم مستجاب بإذن الله .

أختي الكريمة! عندما يفعل الطفل خطأ فالصواب أن نحاول التغافل عنه حتى لا نرسخ عنده الخطأ، فالطفل عادة يحب الأشياء التي تلفت الانتباه، ويحب العناد ولا يجوز أن نعاقبه إلا بعد أن يفهم السبب الذي لأجله عاقبناه، حتى لا يعاند، وتنشأ روح الانتقام الناتجة عن إحساسه بالظلم، وقد يترجم غضبه هذا في العدوان على من هو أصغر منه سنا.

أما طفلك هذا فهو صغير ولا داعي للقلق الشديد، وعليك أن تشغليه ببعض الأشياء، فالوحدة والفراغ يجعل الطفل يضع إصبعه في فمه، وعلينا أن نعرف مصدر السلوك الخاطئ، اعلمي أن التعامل مع عورة الطفل ينبغي أن يكون في إطار ضيق وعند الحاجة ولاحظي الطريقة التي تحملي بها الطفل، فمن الخطأ أن نضع أيدينا عند عورة الطفل عند حمله، وبعض الناس يلاطف الطفل بمس عورته، فيلفت نظره إلى عضوه، وعلينا أن نخفي حياتنا الخاصة عن الطفل مهما كان صغيرا، وكان ابن عمر يرفض معاشرة أهله إذا كان في المكان طفل رضيع، وراقبي تصرفات أطفال الجيران والأهل عند الزيارات.

بالنسبة لوضع الإصبع في الفم فهذه عادة لكثير من الأطفال، وخاصة إذا كان الطفل هو الأول والوحيد، ولهذه المسألة علاقة بالحالة النفسية للأم في فترة الحمل وللبعد عن الأهل والوطن أثره كذلك، ولا داعي للقلق فسوف يترك هذه العادة بإذن الله، وعلينا أن نلفت نظره إلى أشياء أخرى، ونقوم بسحب إصبعه برفق دون أن نعنفه، وأرجو منحه جرعات من العاطفة والاهتمام.

كنت أتمنى أن تواصلي إرضاع هذا الطفل مهما كان اللبن قليلا ثم تقومي بتعويض النقص بغذاء خارجي، ولا شك أن اهتمامك بصحتك وتنويع الغذاء سوف يوفر له كمية مناسبة من اللبن الطبيعي، وهو مفيد جدا للطفل صحيا ونفسيا، فلبن الأم معقم طبيعي، ويتناسب وسن الطفل ويتلائم مع الجو الخارجي في البرودة والحرارة، وهو فوق هذا وذلك جرعات من الحنان والعطف، فالطفل لا يرضع حليبا فقط ولكنه يرضع مع ذلك خلقا وأدبا ودينا.

إليك الآن بعض سمات هذا المرحلة:
1) أحذرك من الدلال الزائد خاصة لأنه الطفل الأول والوحيد، ومثله عادة يجد اهتماما أكثر من المطلوب وهذا غير صحيح .
2) طفلك في هذه المرحلة وما بعدها أدق من كل أجهزة التسجيل، وحاد البصر ويتأثر بما يسمع ويرى، فإذا سمع منا الخير وشاهد الخير تكلم وتصرف بالحكمة.

3) صرف النظر عن الأخطاء حتى لا نرسخها، وهذا في الوهلة الأولى، ثم نظهر له عدم الرضا دون الكلام، والطفل يقرأ الرضا والغضب في وجوه أهله، فإن وجد انشراحا مضى وإلا توقف عن الخطأ.

4) أن تكون العقوبة مناسبة للجرم، وفي نفس الوقت والمكان ومحاولة ربط العقوبة بسببها والتدرج في العقوبة، وعدم اللجوء للضرب إلا في المراحل الأخيرة بعد الوعظ والتعنيف والتهديد ثم تعليق العصا في مكان يراه الطفل، ثم العقوبة، وأرجو أن تكون بعيدة عن الناس حتى لا نحرجه أو نكسر عنده حاجز الحياء، وعند استخدام الضرب علينا أن نتوقف إذا بكى أو هرب؛ لأن القصد هو التأديب وليس الانتقام، واحرصي على تجنب المواضع الحساسة في جسده.

5) الاتفاق على منهج موحد للتربية بين الأم والأب، فلا تأمر الأم بشيء وينهى عنه الأب مثلا.
6) لا تعلني أمامه عجزك عن توجيهه، فبعض النساء تقول لصديقاتها: هذا ولد شقي أتعبنا فينتفخ الطفل ويشعر بالبطولة الكاذبة.

7) مراقبة سلوك أطفال الجيران والمعارف، والتقليل من زيارة من لا يهتمون بتربية أبنائهم.
8) القدوة الحسنة، وكما قال معاوية رضي الله عنه لمؤدب أولاده: (ليكن أول ما تبدأ به من تأديب أبنائي تأديب نفسك فإن أعينهم معقودة بعينيك، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت).

9) عودي لسانه الألفاظ الطيبة، مثل كلمة التوحيد، والتكبير وما تيسر من آيات وسور القرآن، وكرري عليه القراءة فقد لا يردد لكنه يتأثر مستقبلا بما سمع، فإذا نطق كلمة الله مثلا فابتهجي لذلك وشجعيه.

10) زوديه بجرعات الحنان واحذري قبلات الفم.
11) علميه الاعتماد على نفسه وشجعي محاولاته للأكل وحده حتى لو اتسخ المكان والثياب.

12) حصنيه بالأذكار في الصباح والمساء وحاولي السيطرة عليه عند غروب الشمس، وجنبيه الجلوس في دورة المياه والأماكن القذرة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات