تقديم الله لأمر الزواج وخطر المعصية وشؤمها على الإنسان

1 423

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الزواج نصيب أم أنه غير ذلك؟ لأنني سمعت أن الله تعالى ممكن أن يحرم الإنسان من شخص صالح إذا كان قد تعلق قلبه بشخص آخر قديما.

أرجو الإفادة، وجزاكم الله عني ألف خير.

الإجابــة

الأخت الفاضلة / هبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك.
أختي الفاضلة : كل شيء في الدنيا بقضاء وقدر، ولا يكون في كون الله إلا ما أراد سبحانه، ولذلك علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم اللجوء إلى الله والتوجه إليه لننال التوفيق والهداية والسداد، والمؤمنة ترضي بقضاء الله وقدره، و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
والمؤمن يدعو ربه ويلجأ إليه فإن نال ما يريد حمد الله، وإذا لم تستجب دعوته رجع بالملامة على نفسه، وقال: مثلي لا يجاب، أو لعل المصلحة في ألا أجاب، فقد يحرم الإنسان شيئا فيصبر ويحتسب، فيعوضه الله بما هو خير.

ولا صحة لهذا الكلام الذي ذكرتيه في الاستفسار، ولكنني أريد أن أنبهك يا أختي وأذكر نفسي بخطورة المعاصي، والإنسان ربما يحرم الرزق بالذنب يصيبه فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة والعياذ بالله، فللمعاصي شؤمها، ومن آثارها: أنها تحرم الإنسان التوفيق قال الله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))[الشورى:30].
فأرجو أن نحرص جميعا على الطاعات، ونكثر من الاستغفار والتوبة من الذنوب صغيرها وكبيرها، وقد كان سلفنا الأبرار إذا أرادوا القوة أو المال أو الولد استغفروا، قال تعالى: ((ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين))[هود:52].
وإذا كان ذلك التعلق على صورة لا ترضي الله فهو مخالفة لهذا الدين ولكن العلاج هو التوبة والاستغفار، وبصدق التوبة يبدل الله السيئات إلى حسنات وابشري فإنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فلنجتهد لنكون مع هؤلاء، وفقك الله وسدد خطاك، وأسأل أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، إنه هو ولي ذلك والقادر عليه سبحانه.

مواد ذات صلة

الاستشارات