تكوين الشخصية القوية

2 821

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
في البداية أشكركم على توفير هذه الخدمة الفريدة من نوعها في شبكة الإنترنت.
أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، أحب السير في صراط ربي المستقيم بقدر استطاعتي منذ أن كنت صغيرة.
وأنا صاحبة طموح عظيمة أريد تحقيقها، ليست لنفسي ولكن لأمتي أمة الإسلام، وهذا من أهم أسباب اجتهادي في دراستي .
مشكلتي:
أني أحاول دائما أن أكون صاحبة شخصية قوية غير مهزوزة، ولكن رغم ذلك أحس أن الآخرين لا يهتمون لرأيي، حتى أخوتي الأصغر مني يتطاولون علي أحيانا بالسب أو رمي أي شيء فوقي، رغم أني لا أحب إيذاء أحد منهم، ولكني أحيانا أفقد أعصابي وأضربهم.
أما في المدرسة فقد لاحظت كثيرا انزعاج صديقاتي عندما أحدثهم عن موضوع ثقافي أو مهم، ويفضلون على كلامي اللهو والنكت فهذا يعجبهم.
أما أبي بالذات فلا يرى لرأيي مكان من بين آراء أخوتي الكبار.
أرشدوني كيف أبني لنفسي شخصية قوية، أريد أن أكون صاحبة عقل راجح يحترم الناس آراءها سواء الصغار منهم أو الكبار.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الابنة / لارا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء وأن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يوفقك لخدمة الإسلام ورفع رايته وأن يجعلك من المتفوقين.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأعتقد أنك أعطيت الأمر أكبر من حجمه وتصورت موقف الناس منك أكبر مما هو عليه، وأرى أنك إنسانة طبيعية جدا، وكون الآخرين لا يهتمون برأيك ليس معنى هذا أنك غير طبيعية أو ضعيفة الشخصية، بل على العكس أنت تتمتعين بشخصية متميزة والدليل على ذلك حرصك على خدمة الإسلام واجتهادك في دراستك لكي تكوني متفوقة ولتتمكني من تحقيق ذلك، فهذه النفس الوثابة المتطلعة لتحقيق هذا الهدف النبيل في حين أن غيرها لا يفكر إلا في نفسه وفقط، هذا كله دليل قاطع على أنك أفضل ممن حولك بكثير ولعل سبب عدم اهتمام الآخرين برأيك أن آرائك غريبة عليهم لأنهم لا يحملون نفس الهم الذي تحميله ولا يفكرون فيما تفكرين فيه، إلا أنه يلزمك لمواصلة مشوار التميز ولتتمكني من خدمة الإسلام وتحقيق هدفك المنشود ما يلي:

1- أن تثقي بنفسك بعد ثقتك بالله، ثقة لا حدود لها .
2- أن تدخلي إلى أعماق ذاتك الجرأة والشجاعة والأقدام.
3- أن ترددي يوميا وقبل النوم عدة مرات هذه العبارات:
1) أنا قوية بالله. 2) أنا واثقة من نفسي. 3) أنا متفوقة وشجاعة. 4) أنا قادرة على خدمة الإسلام. 5) أنا أفضل من جميع زميلاتي. 6) أنا قادرة على تحقيق حلمي والتفوق في دراستي.
ومثل هذه العبارات التي تبدأ بكلمة أنا وبدون استعمال كلمة لا، تكررينها حوالي 15 مرة يوميا قبل النوم لمدة 20 يوميا تقريبا، وسوف تجدين في نفسك بعد هذه الفترة قوى عجيبة بإذن الله رب العالمين.
4- أن تكثري من الدعاء أن يرزقك الله الثقة بالنفس وقوة العزيمة والقدرة على تحقيق هدفك العظيم في خدمة الإسلام.
5- ألا تلقي لهذا الإهمال ولا تفكري فيه وإنما ركزي على سلوكك أنت وفقط واختاري العبارات المناسبة للموقف ولا تترددي.
6- أن تحاولي قراءة قصص عظماء الإسلام من الصحابة والتابعين والصحابيات وإعلام النساء من المسلمات خاصة أمثال صفية بنت عبد المطلب وغيرها من تلك الكواكب المشرقة التي ساهمت في نهضة الإسلام ومواجهة أعتى التحديات.
7- لا تخاطبي من حولك إلا على قدر عقولهم، ولا تطرحي عليهم أمورا لا يفهمونها حتى ينكرون عليك.

وأنا واثق -وبإذن الله- من أنك قادرة على مواجهة هذه التحديات ما دمت معتمدة على الله وتجتهدين في مذكراتك وتعطين لنفسك أمثال هذه الرسائل الإيجابية التي أشرت إليها في رقم 3.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والتفوق حتى تخدمين الإسلام وترفعين رايته.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات