الوساوس الشيطانية وعلاجها

0 464

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على ما تقدموه لنا من نصائح وارشادات، وبعد
أنا أعاني من وسوسه شديدة، أشعر كأن لي نفسين أحدهما تقودني دائما إلى الخير والأمان والأخرى توسوس لي بأفكار خبيثة.

أنا والحمد لله أحب الصالحين وأحب مجالس العلم والذكر وأحفظ القرآن، إني محبوبة كثيرا في وسط الصالحين، أحب أعمال الخير والفقراء ولكني أشعر بضيق شديد بما توسوس لي هذه النفس الخبيثة، وأشعر كأنها إنسان آخر يتحدث معي وتقول لي: قولي هذا واعملي هذا، مثلا: سبي أمك، لماذا تتركيها تقول لك كذا وغيرها من الوساوس الدينيه التي يصعب علي ذكرها، وأحيانا أيضا تسبني أنا نفسي، تقول لي إني أكرهك، هذه ليست أوهام، أشعر كأن بداخلي نفسا خبيثة تكرهني وتسبني.

وعلى الجانب الآخر فإن لدي نفسا صالحة، أشعر بها تكلمني هي الأخرى وتؤنبنى إذا فعلت أي خطأ، وتوجهني إلى الخير، وأنا والحمد لله دائما مطيعة لهذه النفس الطيبة، ودائما ألوم نفسي إذا أخطأت، ولكن ما يضايقني هذه النفس الخبيثه، فإنها تعكر علي التلذذ بالقرب من الله، وتجعلنى أشعر أني منافقة، فكيف من تقرأ القرآن وتسعد بالصحبة الصالحة تفكر في هذه الأفكار الخبيثة.

أنا حزينة جدا لا أعلم ما هذا؟ هل أنا منافقة أم مريضة؟ ما هذه النفس الخبيثة أهي نفسي؟ أصبحت لا أدري هل الله راض عني أم غضبان مني؟ كيف أقتل هذه النفس الخبيثة التي لا أحبها ولا تحبني؟ علما بأني لا أنفذ أى شيء مما تدعونى إليه، مثلا إن قالت لي فلانة عندها كذا ولم يعطك الله مثلها أستغفر الله وأدعو لهذه الأخت وأحمد الله، فأنا دائما أحاول أن أعمل عكس ما تقول لي، ولكنها تتركني حزينة، فأقول لنفسي: كيف، وأنا أقرأ القرآن وأصنع وأصنع وتأتي لي وساوس مثل هذه.

دلوني أفادكم الله فإني أخشى أن يأخذني ربي بهذه الوساوس والأفكار.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ م حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك.
أرجو أن تحافظي على حب مجالس العلم والذكر والقرآن، وحق لك أن تفرحي بحب الصالحين، ولعل في تقدير أهل الخير لك دليلا على حبه سبحانه، قال تعالى: (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ))[مريم:96].

واحمدي الله الذي رد كيد الشيطان إلى مجرد الوسوسة، وتذكري أن هذا هو عمل الشيطان الذي أخبرنا الرحمن بأنه عدو لبني الإنسان، قال تعالى: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ))[فاطر:6].
وقد أقسم عدو الله أن يقعد للناس في الصراط المستقيم ليرد من يريد الخير، أما أهل الشر فلا حاجة للوسوسة لهم، ونحن ننتصر على الشيطان بذكرنا لله وطاعته، ونؤجر على مجاهدة الشيطان، فأنت إن شاء الله في جهاد وطاعة، كما قال ابن القيم رحمة الله عليه في حق من يجتهد في مجاهدة الشيطان واستحضار الخشوع في صلاته حين قال: (وهذا في جهاد وصلاة).

أما علاج الوساوس فيكون بالتعوذ بالله من الشيطان، واستحضار عظمة الله الذي نلوذ به، وتذكر حقارة الشيطان وضعف كيده ومكره، وإعلان الإيمان بالله سبحانه وعدم الالتفات إلى وساوس الشر وكتمانها. وهذه الوساوس لا تضر صاحبها إلا إذا حولها إلى أقوال وأفعال وتصرفات، وأنت ولله الحمد لا تستجيبي للوساوس، بل وتفعلي ما يغيظ الشيطان من الاستغفار للمسلمين والمسلمات، وتجتهدي في مخالفته.

ولا تقولي: أنا أقرأ القرآن وافعل وافعل ويأتني الشيطان؛ لأن الشيطان كما ذكرنا إنما يحاول إدخال الحزن على المؤمن، وشغله أن يحزن الذين آمنوا، ولكن القرآن يطمئن أهل الخير قال تعالى (( وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))[المجادلة:10]. ويقول: (( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ))[النحل:99-100].

وأنت ولله الحمد ممن يحاربه ويخالفه، وأسأل الله لنا ولك الثبات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات