السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم جدا على هذا الموقع المميز ... وجزاكم الله ألف خير على جهودكم الرائعة التي تبذلونها لحل مشكلاتنا، أما بعد:
أتمنى منكم السرعة في الرد على هذه الاستشارة، فأنا في حيرة بالغة من أمري حيث تقدم لي شاب يسكن بالخارج وهو من نفس بلدي وحالتة المادية ممتازة جدا ويحمل شهادة الماجستير، أما بالنسبة للدين فهو يصلي والحمد لله ... ولكن تكمن المشكلة بأنني والحمد لله ألبس الحجاب الإسلامي الكامل، لكن هو يرغب إذا حصل نصيب أن أبقى متحجبة ولكن ليس بطريقتي بل يريدني أن أخلع الجلباب وألبس بنطلون وقميص وهذا طبعا ضد ديني ... لا أعرف أنا في حيرة من أمري فهذا الشاب يحمل جميع المواصفات التي تحلم بها أي فتاة وأنا في سن كبير نسبيا، أخاف إن رفضته أن تضيع مني الفرصة بالزواج من شاب مثله، ولكن أأقبله على حساب ديني؟ طبعا لا ... كم أود أن أخبركم أنه يمكن أن يقتنع بوجهة نظري بالنسبة لحجابي، ولكن أنا في حيرة شديدة من أمري وأتعرض لضغوط كثيرة ممن حولي من أهلي وأصدقائي، فلو رفضته سيقومون جميعا علي، أما بالنسبة لانسجامي معه صدقوني لا أدري ولكنني لا أرى برغم جميع مواصفاته أنه ذلك الشاب الذي حلمت أن أرتبط به بيوم من الأيام ... أنا صليت صلاة الاستخارة لكن لا أعلم ماذا أفعل بالرغم من ذلك كل من أستشيره يقول لي: وافقي عليه، ماذا تنتظرين فحالته المادية ممتازة؟ ولكن هذا لا يهمني لأنني لو كان مال الدنيا بين يدي ولم أكن سعيدة بقرار الارتباط فماذا سيفيدني كل هذا المال.
أعذروني وآسفه جدا للإطالة وأود منكم أن تفيدوني أفادكم الله وجزاكم ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أختي الكريمة أسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وأبشري فلن يخيب من استخار الله ثم استشار أهل الخير، وإذا كان هذا الشاب يصلي، ويمكن أن يقتنع بوجهة نظرك فأرجو أن تقبلي به، وتجتهدي في إقناعه بالشروط الشرعية والضوابط التي حددها العلماء لحجاب المرأة المسلمة التي أرادها الله أن تتميز عن غيرها من الفاسقات والكافرات فقال سبحانه: (( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ))[الأحزاب:59].
وقد ذكرت أنه يريد الحجاب ولكن بطريقة معينة، وأهم شيء في الحجاب هو توافر الشروط وهي باختصار أن يكون واسعا، وأن لا يكون لباس شهرة، وأن لا يكون شفافا ولا يكون شبيها بثياب الرجال أو الكافرات، وأن يكون سابغا ساترا، وألا يكون زينه في نفسه، وأن يشمل جميع البدن، فذكري هذا الشاب بأن زينة المرة وجمالها خاص بزوجها فقط وأما الآخرين فينبغي أن تتحجب عنهم، وغيرة الرجل عل زوجته وحرصه على سترها دليل على حبه لها، والرجل لا يرضى أن يرى الناس زوجته وهي متبرجة أو ترتدي حجابا يحدد معالم جسدها ومواطن الفتنة منها حتى سماه بعضهم الحجاب المتبرج؛ لأن الأعداء لما فشلوا في إبعاد المرأة عن الحجاب جاءه لها بعباءات مخصرة، ومطرزة، وشفافة جدا وجعلوها تلبس البنطال وهو يحدد معالم الجسم، ونحن نخاف أن يصدق على بعض الفتيات وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما ... ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسير كذا وكذا ...).
وتأملي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم كأنه يصف بالضبط أحوال نساء هذا الزمان وهن كاسيات في المظهر عاريات في الحقيقة لأن الثياب ضيقة أو لأنها قصيرة أو شفافة، مائلات في مشيتهن مميلات لقلوب الرجال مائلات عن المنهج الصحيح مملات لقلوب الأخريات، فلسفة التحايل هي موضة (( الكعب العالي )) فلا يتصور إنسان أن تمشي امرأة على مسمار وتستقيم في مشيتها بالإضافة إلى الصوت الذي يحدثه الكعب العالي، وقد نهى القرآن المرأة عن ضرب الأرجل للفت الأنظار، فقال تعالى: (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ))[النور:31].
فإن اقتنع الزوج بهذا الأمر وبالتزامك بأمر ربك، فهو المطلوب، وإلا فلا ننصحك بالاستعجال، وما زالت أمامك فرصة، وعمرك ليس بالكبير، وليست الدنيا هي المال والجاه والمكانة والمرتبة والوظيفة، فالدين أساس الحياة الزوجية، وبغيرها لا يحصل الإنسان على توفيق الله عز وجل التام .
وشكرا لك على هذا الاهتمام بأمر الحجاب والالتزام بتعاليم الإسلام، وأرجو أن يزداد هذا الحرص والاهتمام، وأسأل الله أن يكتب لك السعادة بطاعته، وأن يرزقنا وإياك الثبات على دينه حتى الممات.