السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفل عمره ثلاث سنوات ونصف، وطفلة عمرها عشرة شهور، أود أن أسأل عن كيفية التعامل بينهم في هذا السن، مع العلم أن الطفل عنيف بعض الشيء، وأخاف أن تتعلم منه العنف، وهي تحب أن تكون معه طوال الوقت.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أختي الكريمة: نسأل الله أن يحفظ لك أولادك، وأن يصلح بهم بلاده، وأن يجعل الصلاح ميراثا في ذرياتنا إلى يوم الدين.
يحسن بنا أن نعلم هذا الطفل أن هذه هي أخته وأنها تحبه، ونطالبه بالشفقة عليها، واحذري أن يشعر أن الاهتمام قد قل، وأن الأنظار قد صرفت عنه، فهذا يحزنه جدا، ويؤثر عليه، ويولد عنده مشاعر الكراهية ضد هذه الأخت الصغيرة، وقد يترجم هذه المشاعر في صورة عشق، وتصرفات يقصد من وراءها بأنه لا زال محبوبا، ولا نمدح هذه الصغيرة أمامه إلا إذا أدخلناه في الثناء والمدح، ويفضل أن نبدأ به، فنعطيه الحلوى أولا ونطالبه بأن يعطي أخته.
وحتى لا يتأثر باهتمامنا بالصغيرة أرجو أن يقوم والده بدوره، فيأخذه أحيانا معه ويصحبه إلى مواطن الخير، حتى يكتسب من والده صفات الرجال، وإذا كان والده مشغولا أو نحو ذلك، فأرجو أن يقوم بهذا الدور إخوانك أو غيرهم من الأهل، وهذا يتيح فرصة أوسع لتوجيه هذه الطفلة بما يناسبها، ثم جنبيه مشاهدة أفلام العنف، والمصارعة ونحوه، واحرصي على العدل بينهم، استجابة لتوجيهه صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) والعدل مطلوب في العطايا والاهتمام والنظرات وحتى القبلات، واحذري المقارنات السلبية كأن تقولي بليد وهي ذكية والصواب نقول أنت نظيف وهي ذكية مثلا، المهم أن نمدح بما فيه في الخير، أو نقول أنت ممتاز إذا سمعت النصائح، وهي ممتازة إذا تركت الإزعاج.
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))[الفرقان:74].
وبالله التوفيق.