السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حستانكم.
مشكلتي هي أن أمي عصبية وتثور لأي أمر ولو كان تافها، ولكنها مع ذلك طيبة وحنونة وأنا أحبها كثيرا وأستحمل نوبات غضبها، ولكن المشكلة أنني أحيانا يضيق صدري من غضبها ولا أتحمل رؤيتها وهي تأكل في نفسها، وأنصحها بأن تخفف من عصبيتها وأنصحها بقراءة كتاب "لا تحزن" للشيخ عائض القرني جزاه الله خيرا؛ لأنني قرأته وفهمته جيدا وأنا أطبقه في حياتي، ولكنها أحيانا تستمع لي وتهدأ وأحيانا أخرى لا، وهي أحيانا تتهمني بأنني مقصرة في حقها ولا أراعيها، وتغضب مني لأنني بعض الأوقات أتضايق من عصبيتها ومن الكم الهائل من اللعن والسب الذي توجهه لي، وأنا الله يعلم أني أريد رضاها عني، فهل علي إثم في ذلك؟ علما بأنها تغضب مني لأسباب تافهة.
وكيف أتعامل مع عصبية أمي بشكل يرضي الله؟
جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ سفانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من البررة بوالديهم والمحسنين معاملتهم، وأن يرزقك الصبر على عصبية والدتك، وأن يمن عليها بالتخلص من تلك العادة المزعجة.
وبخصوص ما ورد بسالتك: فإن أمر العصبية وشدة الغضب وسرعة الانفعال أمر ينشأ مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، فقد يكون السبب الأساسي هو نشأة الإنسان في بيئة تغلب عليه سرعة الانفعال وشدة العصبية حتى تصبح عادة لأهل المنزل، فيتأثر بها الأولاد وهم لا يشعرون، وقد تكون أمك ضحية لأسرة من هذا النوع، وقد يصعب علاج هذه العصبية بعد هذه الفترة الطويلة من العمر، ولكن يمكن التخفيف منها ببعض النصائح والتوجيهات النبوية والتربوية، فالمعلوم أن الغضب من الشيطان، وأن علاجه يكون بالاستعاذة بالله من الشيطان كلما حضرت نوبة الغضب ودواعيه، ويمكن للإنسان أن يغير وضعه عند الغضب فيؤثر ذلك في صرفه أو التقليل منه، كأن يقوم الإنسان فيتوضأ أو يغير من وضع جسمه، فإذا كان قائما جلس، وإذا كان جالسا اضطجع، وهكذا، وفوق ذلك كثرة التذكير بخطورة العصبية وشدة الغضب على صحة الإنسان ودينه وأخلاقه.
أما أنت فليس أمامك إلا الصبر الجميل مهما كانت حدة الغضب وكثرة السباب واللعن، وألا تردي عليها عند غضبها أو تقومي بأي تصرف من شأنه أن يزيد من حدة غضبها، وأكثري من الدعاء لها بأن يغفر الله لها وأن يعافيها من هذه العصبية، مع تذكيرها كذلك بكثرة الاستغفار، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا كان سريع الغضب من أهله فأوصاه بكثرة الاستغفار، كذلك عليك وعليها بالدعاء بالمعافاة من هذه العادة، ونحن بالموقع ندعو الله لك بالتوفيق ولوالدتك بصلاح الحال والعفو من الله.
وبالله التوفيق.