كيف تتصرف الزوجة في حال شعورها بعدم الرغبة في الزوج

0 522

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تقدم ابن عمي لخطبتي ووافقت عليه، ولكن خلال فترة الملكة لم أشعر ناحيته بأي عاطفة، وقلت ربما بعد الزواج يتحسن حالي، ولكن لم يتغير حالي، بل أصبحت لا أشتهي قربه دون أن أشعره بذلك لأنه ليس ذنبه، ومضى على زواجنا 9 أشهر وأنا قلقة لأني أفكر بحالي كثيرا الآن، ويا ليتني لم أقدم على هذا الزواج وأشعر بالندم الشديد لقراري بالموافقة، ليت موقفي هذا كان منذ البداية لكن لا أعرف كيف أتصرف هل أستمر على هذا الحال أم ماذا ؟

أريد منكم مساعدتي جزاكم الله خيرا وبأسرع وقت ممكن .

الإجابــة

إبسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة /بنت السعودية .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يشرح صدرك لحب زوجك، وأن يرزقك محبته ملء قلبك، وأن يجعل حياتكما حياة السعداء، وأن يرزقكما ذرية صالحة تقر بها عينكما وأعين المحيطين بكم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فلا أرى سببا وجيها لتأنيب نفسك وعقابها، فأنت لم ترتكب خطأ فادحا أو جرما والعياذ بالله، كل ما في الأمر أنك استعملت عقلك دون قلبك، وهذا موقف طبيعي يسلكه غالب النساء قديما وحديثا، فليس كل زواج قام أساسا على الحب، وإنما غالب حالات الزواج القائمة الآن قامت على اعتبارات أخرى غير الحب، وقامت بدورها خير قيام، وأخرجت للدنيا علماء ودعاة وأطباء ومهندسين وأساتذة، وغير ذلك، فلا يلزم لتحقيق الاستقرار الأسري وأداء الأسرة لرسالتها أن تكون هناك علاقة حب وهيام قبل الزواج كما يظن البعض، بل وحتى في أثناء الزواج قد يكون هناك تفاهم وانسجام بدون الحب القوي، وإنما احترام متبادل ومعرفة كل طرف لما له وما عليه من الحقوق والواجبات، وأتصور أن حياة والديك كانت كذلك؛ لأن حياة والدي وغالب من حولي كانت وما زالت كذلك.

فما دمت قد استشرت واستخرت، والرجل ليس فيه من عيب يرفض بسببه، فأرى أن بمقدورك التغلب على هذا الجانب، وبالتفاهم والاحترام والشعور بأهمية دورك في تحقيق السعادة سوف تأتي المحبة، بل والعشق أحيانا؛ نتيجة المعاملة الحسنة والاحترام المتبادل، ولا تنسي أن هذه الفترة الماضية ليست كافية في الحكم على هذه العلاقة، ولذا أنصحك بالآتي:

1- ركزي على الجوانب الحسنة في زوجك وأظهريها أمام نفسك وبقوة.

2- عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يرزقك محبة زوجك، وأن يملأ قلبك بمحبته بعد محبة الله ورسوله، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، فأكثري من الدعاء، وإن شاء الله سوف يستجيب الله لك.

3- أقنعي نفسك بأن أكثر حالات الزواج في العالم تمت في أولها حتى بدون معرفة وأصبحت من أنجح العلاقات، المهم ألا يكون هناك كراهية، وألا يأتي من جانبك أي تقصير في حقه، وسوف تتغير الأحوال تماما بإذن الله كما قال سبحانه: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

فاحرصي على أن تتغيري، واجتهدي في إنماء هذه العلاقة وتقويتها ودعمها بالسلوك الحسن والأخلاق وحسن العشرة، وسوف تشعرين مع الأيام بزيادة محبته في قلبك وسعادتك به ومعه.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات