السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوج منذ ثلاث سنوات تقريبا ولي طفل، أحب زوجتي كثيرا ولكني بالفترة الأخيرة اعترفت لي بنفسها بأنها سمحت لشخص غريب بدخول بيتي ثلاث مرات متتالية، وفي كل مرة كانت تعد له القهوة فيشربها ويمشي، وتأكدت جيدا، وذلك بعد الضغط عليها بكل الوسائل بأنه لم يلمسها وربما حاول في بعض المرات ولكنها منعته، وأنها ندمانة أشد الندم وتعترف بغلطتها، فلا أعرف ما أفعل، فوضعتها تحت التجربة لمدة شهر تقريبا بشروط صارمة، ولكني مع ذلك محتار جدا ولا أدري ماذا أفعل، ومتردد في طلاقها،
أنتظر منكم الإجابة، ولكم الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد ياسين .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم: نسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين في كل مكان.
رسولنا صلى الله عليه وسلم ما ترك خيرا إلا ودلنا عليه، ولا شرا إلا وحذرنا ونهانا عنه، ومن توجيهاته للمرأة المسلمة ألا تدخل إلى بيت زوجها من يكرهه من الناس: ((ولا يوطئن فرشكم من تكرهون))، وعلينا أن نتذكر أنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، وهذه الضوابط لابد من وضعها منذ بداية الحياة الزوجية، ومخالفة هذا الهدى النبوي يزرع الشكوك في النفوس، وهذا من أخطر مهددات الحياة الزوجية.
وهذا الذي فعلته هذه الزوجة خطأ كبير، وعليها أن تستغفر وتتوب إلى الله، والعبرة بصدق التوبة وعدم تكرار هذا الخطأ الفادح، وأنت أعرف بزوجتك، فإذا شعرت بصدق توبتها وعظيم ندمها وعزمها على عدم تكرار هذا العمل فخير لكما أن تستمر هذه الحياة الزوجية لمصلحة هذا الطفل الصغير ولأجل حبك لزوجتك، مع ضرورة تقدير هذه المشاعر من قبل هذه الزوجة.
وأرجو مراجعة دوافع دخول هذا الرجل محاولة لتفادي تكرار هذا العمل في غيابكم، ولا بأس باختبار صدق هذه الزوجة، وأرجو أن تكون غيرتك وغضبك إذا كانت هناك ريبة، وأحذرك من ظلم هذه الزوجة في مستقبل أيامكم، والمؤمن دائما يتثبت من كل شيء، وإذا وجدت منها صدقا فتذكر أن الله تعالى يقول: {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا}.
فإذا تذكر الرجل قدرته على الانتقام فليتذكر العلي الكبير سبحانه، واحرص على تجديد ضوابط دخول منزلك، وذكرها بقوله تعالى في مدح الصالحات: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.
وأرجو جعل هذا الموضوع بينكما فليس من المصلحة إشاعة هذا الأمر حتى لا تتهم هذا الزوجة ويساء الظن بكما، ومنهج الإسلام: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}، وهو الفراق الذي ليس معه أذى أو هتك للأستار ونشر للعيوب والزلات، وتلك حكمة الحكيم سبحانه: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما}، وآخر الدواء الكي، والطلاق أبغض الحلال، لكنه قد يصبح الحل الوحيد، وهو خير من حياة المشاكل المتصلة والأزمات التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
أسأل الله العظيم أن يكتب لكما حياة زوجية سعيدة بطاعته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وأرجو الاستفادة من هذه الأزمة، وإعادة بناء الثقة من جديد، ولا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر، وعليك أن تقوم بحق الزوجة وتظهر مشاعر الود وتهتم بمظهرك، وتحرص على ذكر محاسنها ومقارنتها بالمساوئ، وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث، وبالله التوفيق.