واجب الابن الأكبر تجاه إخوانه المقصرين

0 347

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لي أخوات يخرجن إلى المدرسة غير متحجبات، وهذا يؤلمني كثيرا، علما بأني أكبر الإخوان، وقد حصل أن ذهبت أختي للجامعة وأرادت حاسوبا لتدرس عليه، فرفضت أن أعطيها أو أساعداها حتى تتحجب، فرفضت فأصبحت والدتي تسميني باليهودي.

كيف أعامل هذا؟ وهل أهجرهم وأسافر كما ترك سيدنا محمد مكة لقريش بذهابه للمدينة؟
وكيف أصلح أهلي وأخواني إذا كان هناك مجال؟ علما أني كلما ذكرت أمي وأبي بأنهم سيحاسبون عما يفعله أبناءهم وسيأثمون، يقولون لي: إني ولد عاق، ويسألون الله أن يغضب علي! وأردد وأقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.

ابني الكريم! نشكر لك هذه الغيرة، ونسأل الله لك الثبات والسداد، وليت كل ابن كبير في بيوتنا يقوم بهذا الدور الطيب في توجيه أشقائه، ويغار على العرض، ويغضب لله تبارك وتعالى.

وأرجو أن تستمر في النصح لأخواتك مع تركيزك على اللين والملاطفة والحكمة - وهي وضع الأمور في نصابها - فعليك بالتفكير في العواقب والنتائج قبل القيام بأي خطوة؛ لأن أسلوب المنع وعدم الاستجابة للطلبات قد لا ينفع مع بعض الأشقاء، والأسلوب الذي ينفع مع هذا قد لا يصح مع آخر.

وعليك أن تختار الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة، خاصة عندما تنصح الوالدين؛ لأننا مأمورون بالإحسان إليهما، وحسن المصاحبة في كل الأحوال، ويحسن بك مراجعة منهج الخليل عليه السلام في نصحه لأبيه، وكيف أنه كان لطيفا شفيقا حريصا على هدايته صابرا على الأذى، مخلصا في الدعاء والاستغفار له، حتى تبينت له عدواته لله وإصراره على الشرك بالله سبحانه.

ولا شك أن بقاءك في المنزل فيه مصلحة لأهلك، فلا تفكر في الخروج من المنزل؛ حتى لا تكثر المخالفات بغيابك، والمقارنة ليست صحيحة، فوالديك والأسرة ليسوا مشركين، بل فيهم بعض التقصير والغفلة فقط، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصلح ويصبر على الأذى خير من الذي ينعزل ويبتعد عنهم، وأنت لست يهوديا، ولكن أنصحك بكسب جانب الوالدين ورضاهما، واحرص على حسن النصيحة لعرضك، وزد من برك لوالديك، وبين لهذه الأخت أهمية استمرارها على الطاعات في حضورك وغيابك، وشجعها على مصاحبة الصالحات، وانصحها على انفراد وبكلمات لا تغضبها؛ حتى لا يتدخل والداك، وعندها سوف تجد من يشجعها على عنادك ومخالفة توجيهاتك.

أما دعاء الوالدة عليك وغضبها والحالة هذه، فلن يضرك بإذن الله، ولكن أرجو أن تتفادى ذلك بقدر الإمكان، ولن يكون من يأمر بطاعة الله عاقا، وأرجو أن يغفر الله لنا ولك، قال تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}، وهذه الآية وردت في سياق الحث على بر الوالدين والإحسان إليهما، وأنت لا شك ممن يحب والديه ويحسن إليهما، وهذا ما نوصيك بالمداومة عليه.

أسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات