السؤال
أنا طالب في كلية الطب، وأريد أن أتزوج، وهمي في الزواج هو أن أتزوج من ذات الدين، لكن أبي عكس ذلك، فهو يريدني أن أتزوج من فتاة فقط من أجل مالها وجنسيتها، ولا يهمه فيما بعد إن قمت بالطلاق منها، وأنا لا أريد ذلك، حاولت أن أتناقش معه في الموضوع، ولقد قمت بتوسيط أقارب العائلة ولكن دون فائدة، ولا يمكنني أن أرفض رغبته، ولكن أخاف أن يكون هذا الزواج دمارا لحياتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل الدكتور/ نشوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يوفقك في دراستك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عونا لك على طاعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن الأمر بسيط جدا إن شاء الله، فلا تشغل نفسك به كثيرا، وأعطني دقائق معدودات من وقتك لأقول لك ما يلي:
1- كرر محاولة التوسيط من قبل بعض المؤثرين لدى والدك، ابحث عن بعض من لهم مكان وكلمة ووجاهة عند والدك، وحاول الاستعانة بهم في إقناعه أو حتى -على الأقل- التوسط في الأمر.
2- إذا لم يفد ذلك كله فأرى أن تكرم والدك، وأن تتزوج بمن يرشحها لك، ولعل بطاعتك وبرك بأبيك يجعلها الله خيرا مما تظن، ولم لا تتوقع هدايتها على يديك فتكون بذلك قد كسبت أجرا عظيما في إرضائك لوالدك وإعانة هذه الأخت على طاعة الله ورسوله؟! فأرى إذا لم تفد الوساطات ولم يستجب والدك لرغبتك أن تتوكل على الله، واعلم أن الله لا يضيع أهله، فكما قال الله تعالى عن نبيه زكريا عليه السلام: (( وأصلحنا له زوجه ))[الأنبياء:90]؛ فإن الله قادر على أن يصلح لك وأن يصلح بك، فلا تبتئس ولا تحرن، واجتهد على قدر استطاعتك، ثم اترك النتائج لربك ومولاك.
3- اعلم أنه لو كان لك نصيب في هذه الأخت التي رشحها والدك فلابد أن تدركها لا محالة، حتى ولو كان ذلك رغم إرادتك، وإن لم يكن لك فيها من نصيب وأن الله لم يقدرها لك فلم ولن يستطع أهل الأرض أن يزوجوك بها، فاترك الأمر لله وحده، وعليك بالأخذ بالأسباب، ومن أهمها الدعاء، فأكثر منه، وسل الله أن يلين قلب والدك، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
الشيخ / موافي عزب.
=====================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي نشوان! إن حسن اختيار الزوج لزوجته من الواجبات التي أمر بها الإسلام، وذلك ليحمل أعباء الرسالة، وإمداد الأمة بأجيال مسلمة تحمل الأمانة، وتنشر نور الإسلام، ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله)، وهي أيضا من الدعائم الأولى التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوجة، وباقي الأمور على الله تعالى، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وبدنا على البلاء صابرا، وزوجة لا تبقيه حوبا في نفسها وماله).
ولكن اعلم يا أخي أن رضا الوالدين مقدم على كل شيء، وما دام أبوك لم يأمرك بمعصية وطلب منك الزواج من فتاة فحاول أن تتزوج الفتاة وتربيها على يديك، وتعلمها أمور دينها التي تحتاجها، وأما تفكيرك بالطلاق منها فقد يجعلها الله لك زوجة صالحة فيذهب هذا التفكير: (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ))[البقرة:216].
فأكثر من التضرع واللجوء إلى الملك الديان أن يسهل لك أمور زواجك، نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقك الزوجة الصالحة، والله الموفق.
د. العربي.