تعلق الفتاة بشاب عرفته عن طريق الإنترنت رغم رفضه لها

0 551

السؤال

السلام عليكم
في الحقيقة لقد كنت مترددة في إرسال مشكلتي، لكن ما رأيته من رحابة صدوركم في التعامل مع مشاكل الآخرين شجعني على طلب نصحكم.

أنا فتاة متدينة والحمد لله، مع أني أعيش في عائلة وبيئة بعيدة عن التدين، كنت أدخل الشات محاولة دعوة الآخرين للالتزام، ولله الحمد فقد نجحت مع عدة أشخاص، ومشكلتي بدأت حين تحدثت مع شاب وكان على قدر من التدين والأخلاق، وكنا نتحدث في مسائل دينية، وبدأت أميل إليه حين صارحني أنه أحب تديني وأخلاقي ويريدني زوجة له، وبالفعل بدأنا نتحول من الحديث الديني إلى التخطيط لحياتنا الزوجية، بمعنى أننا اتفقنا على منهج لحياتنا، ثم تعرفنا على طباع كل منا، وحين تأكدت من صدق نيته أعطيته هاتفي، فكنا نتحدث عبر الهاتف أحيانا، ولم يأت ببالي أن محادثتي معه عبر الشات أو الهاتف حرام، لأننا كنا نتقي الله في كل كلامنا، وكان هدفنا الزواج، وبالفعل أخبرت أهلي عنه وجاء ليراني (هو من الأردن)، واتفقنا على أن يراني في الجامعة لأني قد رأيت صورته عبر النت لكني لم أرسل له صورتي رغم ثقتي به حرصا على نفسي.

المهم أن المشكلة هي أنه حين رآني لم يعجب بي ولم يعجبه شكلي، رغم أني حاولت وصف نفسي له عبر النت، لكنه حين رآني لم يعجب بمظهري رغم أني مقبولة الشكل، فحاول أن يختلق الأعذار، لكني فهمت أني لم أعجبه، وبعد أن عاد إلى بلده كنا نتحدث أحيانا عبر الشات، لأني أردت التوقف عن الحديث معه، إلا أني لم أستطع، فأنا أحبه إلى حد الجنون ومتعلقة به جدا، ولقد أخبرني مرة أنه قد يطلبني كزوجة ثانية له لأنه فعلا يحبني ويحب تديني وروحي، لكنه أيضا يريد أن تكون زوجته جميلة، وأنا أعلم أنه من المستحيل أن يوافق أهلي على أن أكون زوجة ثانية له أو لغيره، وكلما حاولت نسيانه أعود فأذكره، وقد أخبرني منذ أيام أنه خطب فتاة من قريته، ولقد شعرت حينها بالغيرة والقهر لأني أحبه من أعماق قلبي وأحس بالطمأنينة والأمان معه، ومشكلتي أنه كلما أراد أحد الخطاب التقدم لي أرفض لأني لا أشعر بتلك الراحة والأمان التي كنت أجدها معه، حتى ارتحت لأحد الشباب الذين تقدموا لي، لكن ليس بنفس القدر الذي كان في قلبي لذلك الشاب، وكلما أحاول إعطاء نفسي فرصة لكي أطمئن إلى خطيبي أجد أني رغم ارتياحي له إلا أني لا أزال أحمل في قلبي الحب لذلك الشاب، لا أدري ماذا أفعل، أخاف أن أرتبط بشخص وأنا لا زلت متعلقة بذلك الشاب حتى ولو سعدت معه فأكون آثمة، أخشى أن تظل ذكرياتي حية في ذهني، أنا حائرة ودوما أسأل الله أن يرزقني زوجا صالحا أنسى معه كل الدنيا، أرجوكم أن تنصحوني بما يريحني ويفيدني، فليس لدي من أفتح له قلبي سواكم، وأعتذر عن الإطالة وكثرة الكلام، لكن العذاب داخلي كبير، وأحتاج لمن يساعدني، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على تخطي تلك العقبة، وأن يمن عليك بزوج صالح.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأعتقد أن الذي حدث لك من تخلي هذا الشاب الأول عنك إنما كان بسبب معصيتك لله تعالى، فالحرمان من السعادة والاستقرار وعدم تحقيق الرغبات غالبا ما يكون السبب الرئيسي فيه معصية الله تعالى؛ لأن الله يحب الطائعين ويكره العاصين، ورغم ذلك أبشرك بأن الله يحبك حيث ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا)، فالحمد لله أن الله لفت نظرك في الدنيا، وأعطاك فرصة ذهبية للتوبة والرجوع إليه، وعدم الوقوع في مثل هذه المعصية مطلقا في المستقبل، فاحمدي الله على ذلك.

واعلمي يا ابنتي أنه لو كان لك في هذه الشاب نصيب ولو كان يصلح لك لما حرمك الله منه؛ لأنه سبحانه يعلم كل شيء وأرحم بك من نفسك، بل ومن أبيك وأمك، فلو كان يصلح لك وأن سعادتك الحقيقية ستكون معه لما حرمك الله منه، فاحمدي الله أن فرق بينكما من الآن بدلا من حدوث ذلك بعد الزواج وإنجاب الأولاد، حيث ستكون الخسارة أكبر وأشد، فاحمدي الله على ذلك، وحاولي أن تطرحي هذا الموضوع وراء ظهرك، واقبلي بهذا الشاب المتقدم إليك الذي أعجبه شكلك والتزامك، ولم يتخل عنك كما حدث من الأول، فهذا جاءك من طريق شرعي واضح ليس فيه إثم ولا معصية، والشاب الأول يبحث عن مصلحته، فابحثي أنت كذلك عن مصلحتك، وقاومي هذا الأفكار التي تذكرك بالشاب الأول بكل قوة، واعلمي أنك قادرة على نسيانه بإرادتك القوية وعزيمتك الجبارة، وثقتك بالله وتوكلك عليه؛ لأن هذا الشاب باعك ولم يحترم مشاعرك ولم يقدر حبك له، وأعطاك الجواب صريحا بأنك لست التي يريدها، فقولي له وبقوة: وأنت كذلك لست الشاب الذي أريده، وسيعينك الله على التخلص من هذه التعلق، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله مع كثرة الاستغفار، وستتخلصين من ذلك في أقرب فرصة إن شاء الله، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات