السؤال
والدي يرغب بتزويجي من ابنة عمي، وأنا لا أرى بأسا في ذلك، لكن والدتي لا ترغب في هذا الزواج، وبدون سبب وجيه يحدد العيب الذي يوجد فيها سوى أنها قصيرة، وأنها لا تجيد الطهي، ولا تقوم ببيت أهلها، ثم أنها مدللة على حسب قولها، مع أني لا أرى من هذا شيئا فيها سوى القصر، ولا يعاب عليها ذلك، علما بأنها ليست بالقصيرة جدا، فبماذا تنصحوني؟ أرجو الرد بأسرع وقت ممكن، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fofo حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي الكريم: أسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحيه ويرضاه، وأرجو أن تكثر من اللجوء إلى الله، وعليك بصلاة الاستخارة، ولن يخيب من يستخير ربه ويرفع إليه حاجته.
والإسلام يدعوك إلى طاعة أبيك، ولا يرضى بعصيان والدتك، شريطة أن يأمرا بالطاعة والمعروف، وإذا كنت راغبا في زواج ابنة عمك هذه فلا حرج في ذلك، واجتهد في إرضاء الوالدة بشتى الوسائل، وكل امرأة لها محاسن وفيها مساوئ، ولكن التوجيه النبوي يوازن بين العيوب والمحاسن، فيقول عليه صلاة الله وسلامه: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فحين نضع العيوب إلى جوار المحاسن وننظر، نكون بذلك قد أنصفنا، و(إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث) وقصر القامة من خلقة الله، وليس فيه عيب، بل النقصان الأكبر في العصيان والبعد عن طاعة الرحمن، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
والصواب أن تطيب خاطر الوالدة، وتشرك في إقناعها من تتأثر بكلامه كأخوالك ومن تستمع لكلامه من الأهل، وأنت الذي تقرر ما تريد أولا وأخيرا، وطالما رفضت الوالدة بيان أسباب مقنعة لرفضها، فأرجو أن تمضي في هذا الأمر، وأوصيك بالإحسان إلى هذه الوالدة، وتوصي زوجتك بضرورة احترام هذه الأم والإحسان إليها، وأكد لها أن منزلتها ترتفع عندك عندما تطيع هذه الوالدة وتصبر عليها.
وبالله التوفيق.