السؤال
السلام عليكم.
أود أن أسأل بخصوص أمر يتعلق بالزواج.
إذا كان المرء من أصل غير محبوب لعامة الناس، ودائما ينظرون إلى كل من كان من هذه البلد أو من هذا الأصل بعين الاستهزاء، فهل من الواجب أن آخذ هذا الشيء في عين الاعتبار عند الموافقة على شريك حياتي؟ وكذلك أود أن أسأل بخصوص الاستخارة، فأنا أبقى محتارة ولا أصل إلى أي نتيجة.
أرجوكم سارعوا بالرد، وألف شكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلمي أرشدك الله إلى الخير: أن الإسلام لا يفرق بين الناس، فالناس لآدم وآدم خلق من تراب، ولا تفاضل إلا بالتقوى والعمل الصالح ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم))[الحجرات:13]، ويحرم على الإنسان أن يسخر من أخيه أو يستهزئ به، فربما كان عند الله أفضل وأكرم.
وعندما يتقدم للمرأة رجل عليها أن تنظر أولا إلى دينه وخلقه وأمانته، وعليها أن تستعين على معرفة ذلك بواسطة إخوانها ومحارمها، فإذا كان صاحب دين وخلق، فخير لها أن تقبل به.
وبعد أن نبحث عن صاحب الدين يفضل عدم إغفال الجوانب الأخرى، من اهتمام بالعمل، وقدرته على تحمل المسئوليات، ولا بأس من مراعاة الأعراف السائدة والتفاعل معها، مع الاجتهاد في تبديل السيئ منها، فالإنسان لا يمكن أن يعيش في جزيرة معزولا عن الناس، وسوف ينتج عن هذا الزواج ذرية، ويترتب عليه علاقات اجتماعية وروابط نفسية، ونسأل الله أن يخلصنا من رواسب الجاهلية البغيضة.
ويعتقد بعض الناس أن للاستخارة نتائج مباشرة، كأن يرى رؤيا أو يصبح الأمر أمامه بين الوضوح، أو يسمع هاتفا يناديه، أو يرى شيئا يدعوه للتفاؤل، وكل هذا ليس بشرط، فالاستخارة طلب للدلالة على الخير من الله، يؤديها المسلم ويتوجه فيها إلى الله، ويفوض الأمر إليه وحده سبحانه، ويعلن رضاه بقضاء الله وحكمه، ثم يقدم على الأمر بعد أن أدى ما عليه، ويرضى بالنتائج، وقد يأتي الخير في صورة الشر: ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))[البقرة:216]، ويجوز له أن يكرر الاستخارة عدة مرات حتى يطمئن.
أسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.