السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة المستشارون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود استشارتكم في كيفية تدريس أبنائي، فأنا لدي ولدان: الأول ذكي جدا، وهو في الصف الأول الابتدائي، والثاني ذكي وهو في الصف الأول روضة.
أنا أكتفي بجعلهم يحلون واجباتهم يوميا وتحت إشرافي؛ بحيث لا يتجاوز الأمر الساعة يوميا، وينتهي الاثنان من حل واجباتهم، وأظل أؤكد لهم أن هذا الوضع مؤقت، وأنهم في السنة القادمة سيعتمدون على أنفسهم في عمل الواجب والجدول الدراسي ولبس ملابس المدرسة.
كل هذا والله ليس كسلا مني وإنما لأعودهم الاعتماد على النفس، فهل هذه طريقة جيدة ليكون لدي أبناء مميزين دراسيا؟
مع العلم أن لدي صديقة تخصص لابنتها الذكية خمس ساعات يوميا، وتحصل على 97% وهي في الصف الثالث الابتدائي، فهل أتبع طريقتها للحصول على أبناء متميزين علميا؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رائع جدا أن نعود أبناءنا الاعتماد على أنفسهم في حل واجباتهم المدرسية، وفي أداء واجباتهم الأخرى، وهذا أمر في غاية الأهمية، لكننا نفقده بكل أسف في كثير من الأسر، وكما قيل في المثل: (لا تعطني سمكا، ولكن علمني كيف أصطاد السمك)
والتعليم الناجح هو ما كان بطريقة قدح الشرارة؛ لأنه يعود أطفالنا الإبداع، ولكن مجرد التلقي يجعل الطفل يستمع ويحفظ، ولا يفكر ولا يبدع، ولا يضيف الجديد، وهذه هي طريقة (ملء الزجاجة) بل الصواب أن نفتح لطلابنا نوافذ الإبداع .
أرجو أن تجتهدي في اكتشاف ميول ومواهب هؤلاء الصغار، وتوجيه تلك الملكات، فالطفل الذي يحفظ بسرعة نشجعه على حفظ القرآن الذي هو أساس كل نجاح، فأنجح الأطباء هم الذي كانت بدايتهم بحفظ كتاب الله، وأفضل المهندسين هم الذين كانوا على صلة بكتاب الله، وبذلك نكون قد استفدنا من ذلك التفوق ووجهناه لما فيه الخير.
عليك مراعاة الفوارق الفردية، فإذا وجدنا طفلا متفوقا جدا، فما ينبغي أن نجبره على السير مع الضعفاء، بل الصواب هو توجيه هذه القدرات لما فيه الفائدة، وأقترح عليك بعد الانتهاء من الواجبات التي اعتمدوا على أنفسهم في حلها مراجعة الدروس الجديدة قبل دراستها، وأنت ولله الحمد جامعية، وفائدة هذه المراجعة أنها تسهل عليه الفهم في المستقبل وتحبب إليه المادة، وتجعله مكانا لثناء معلميه وحبهم، ويتعلق بهذه المادة التي يجد نفسه فيها، وهذا يجعل الطفل يتذوق حلاوة النجاح.
أما طريقة صديقتك فهي أيضا جيدة، ونحن في انتظار دور كبير للأمهات من أجل غد مشرق لأمتنا بحول الله وقوته.
ولا شك أن خمس ساعات ليست بالقصيرة، وأخشى أن توصل هذا الطفل مستقبلا إلى الملل، وعلاج هذا الأمر يكون في التنويع والإبداع في طريقة التعليم والمذاكرة، مع استخدام وسائل معينة وجذابة، مع إعطاء فرصة للإشباع العاطفي واللعب.
الأطفال طاقة وحيوية، والأم الناجحة هي التي توجه تلك القدرات إلى إبداع، ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل، وهذا بالنسبة لأطفالنا فإما أن نستفيد من تلك الطاقات وإلا كان مصيرها الضياع والإفساد، والعياذ بالله.
والله الموفق.